لم تخطئ الناقدة الدكتورة شادية شقروش هدفها عندما اختارت العمل الأدبي «رياح وأجراس» للقاص فهد الخليوي للقراءة والنقد في إصدارها الجديد عن «مدار الوطن للنشر» والموسوم بسلطة النص بين المبدع والمتلقي في القصة القصيرة السعودية .. هذه القراءة التي كان ملخصها النقدي في هذا الكتاب قولها: ليست قضية القصة القصيرة والقصيرة جدا قضية تقليص حجم بقدر ماهي رغبة ملحة في التغيير تكمن خلفها دوافع تنبع من التغيرات الراهنة، وهنا حاول فهد الخليوي الاجتهاد في كتابة القصة القصيرة والقصيرة جدا، وذلك من خلال الاقتصاد في الكلمات ولعل التسابق الى التقليص من حجم الكتابة ضرورة اقتضاها الملمح الإبداعي العام بعد سقوط الايديولوجيات الكبرى ليعبر عن الإنسان العادي «الذي كان يعبر عن الخبر في التراث». ويؤكد على القيم الإنسانية التي تنطوي عليها الكتابة الصادقة التي تتشوق للعمل والحرية، ولعل كتابته للشعر هي التي جعلت نصوصه السردية تتسم بالتكثيف والترميز. ومن ناحيتها، اختارت الناقدة الجزائرية شقروش علي الدهيني لتقديمها والخليوي، وحدث أن كان تقديمه ب«فهد الخليوي والكتابة بالدمع القاني..!» فيه الكثير من التركيز على حرفية الخليوي في موضوع الصياغة للقصة أكثر من القصيرة.. وهو النص الذي جاء على متنه مايلي: وانا أقرأ قصيرات الكاتب السعودي فهد الخليوي الذي أبرع ببلاغة ظاهرة أن يوجز أو يظهر بجمل مشهدية كاملة رؤيته في قراءة مجتمعه وبيئته، وانعكاس الوعي الإنساني في ذاته وفره من خلال حركة النفس الثائرة في هذه الرؤية من جهة ثانية، إلى أن يصل إلى قوله: ونرى في كتابات الخليوي انتباها ملفتا لهذه النقطة بالذات من خلال وعيه الدقيق للبيئة التي يكتب عنها ولها وفي دقة المحافظة على الموضوع. نباهة في التورية، ليخاطب أجيالا أكلتها السنين ومازالت تعيش في غياهب الظلمة الفكرية المانعة لأي تطور أو رفع الغشاء عن عينيها كما هو الحال في إحدى قصص المجموعة «ظلام» السهلة الكلمات القوية المضمون، أو في قصة «سطور من تراث الوأد» هنا يمسك الخليوي الحقيقة المغتالة بيد أصحابها بروح سادية أو مازوشية، ليقول إننا من هذه المسافة البعيدة التي تفصلنا عن العصور الجاهلية، مازلنا نعيش إرثها وظلامها من خلال استحضار رموزها.