اعترف القاص فهد الخليوي بأن انقطاعه عن الكتابة والنشر أكثر من 15 عاماً، كان بسبب ارتباطات أسرية، ما دعا أحد الحضور وهو عمرو العامري إلى سؤاله: ولماذا نراك مستسلماً أو مهزوماً؟ ليرد الخليوي: «على العكس لست كذلك وإلا لما رأيتموني على هذا المنبر في هذه الليلة، ومعي رفاقي القدامى ثامر الميمان وفايز أبا وسواهما». جاء ذلك في أمسية قصصية نظمها نادي جدة الأدبي، مساء الثلثاء الماضي، شاركته فيها القاصة فوزية العيوني وأدارها الروائي عبده خال، الذي قال: «تستضيف جماعة السرد اسمين لامعين في المشهد الثقافي السعودي، فهد الخليوي، الذي استطاع أن ينقل القصة القصيرة من كلاسيكيتها وتقريريتها إلى فضاء الحداثة، وجعلت منه واحداً مع رفاق آخرين منذ السبعينات الميلادية اسماً مهماً في حركة التجديد التي شهدتها الثقافة السعودية، في حين تأتي فوزية العيوني التي استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال نصوصها القصصية وجهودها الكبيرة في مجالات حقوقية وثقافية متعددة». وتحدث الخليوي حول الصعاب التي واجهها وجيله في الحصول على الكتب: «واجهنا الكثير من الصعاب، وكان حصولنا على أقل ما يمكن من القراءة أو الاطلاع فيه الكثير من الاحتراس. وأصبح من يأتي بكتاب لأحد الكتّاب العالميين، كهمنغواي أو دستويفسكي أو غيرهما كأنه حمل معه ممنوعات». ثم قرأ عدداً من قصصه القصيرة والقصيرة جداً، وفيها حاول أن يشخّص الواقع المجتمعي وتقديمه في قالب إبداعي. فيما أكدت العيوني أنها لم تخلص للكتابة القصصية كما ينبغي. وقالت: «لكن لا يمكن أن ينتهي نهاري من دون أن أدوّن وأتأمل ما حدث فيه، وربما حولته إلى عمل سردي»، معترفة بأنها ليست من المدققات في حماية نصوصهن، «وما زالت نصوصي تحتاج إلى عناية كبيرة، وأنا أشعر بأنني أخجل من عدم اهتمامي بالقص والانشغال بالهم الثقافي والحقوقي». ثم قرأت عدداً من قصصها القصيرة جداً، التي لامست فيها بعض معاناة المثقف. وقالت العيوني، في رد على مداخلة لإحدى الحاضرات عن عملها في تطوير المناهج، ووصول النص القصصي الحديث إلى مناهج اللغة والأدب: «يجب أن نعترف بأن التطوير هو شكلي فقط أو ما يمكن أن اسميه بإعادة إنتاج، فالمنهج الأدبي لم يتجاوز البارودي وشوقي»، مضيفة أن هناك نوعاً من التحريم «لكل ما يخالف التراث وما زالت هناك معوقات كثيرة». وفي المداخلات قال الشاعر هاشم الجحدلي إن ما يحسب للنادي هو استضافة الخليوي للمرة الأولى بعد أكثر من ثلاثين سنة، فيما اعتبرت الناقدة نورة القحطاني أن تجربة العيوني والخليوي من التجارب القصصية اللافتة، التي تحتاج إلى المزيد من القراءات النقدية. يذكر أن الأمسية حضرها عدد كبير من الرجال والنساء، وكرّم النادي خلالها ضيوف الضيفين.