حذر المفتي العام وأعضاء هيئة كبار العلماء من كثرة مدعيي المهدي المنتظر حيث وصف مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المدعين بالكذبة والمفترين، قائلا «المهدي الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ليس الذين نسمع عنهم اليوم». مبينا أنه يظهر آخر الزمان، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن التنبؤ بقرب الساعة كذب؛ فعلمها عند الله، كما قال تعالى (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا). وزاد: من ادعى أنه المهدي، فهو على خطأ، منوها بأن المفسد والجاهل من يتقول بذلك، ولا يجوز الادعاء. وشدد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع على أن خروج المهدي أمر لا أحد يعلمه إلا الله، مشيرا إلى أن وقت خروجه مجهول ولا توجد علامات محددة تكشف ذاك الوقت. ووصف ما تقوم به بعض جماعات المسلمين في بلدان مختلفة من اهتمام مبالغ بمسألة المهدي المنتظر بأن ذلك ما أنزل الله به من سلطان، حاثا في الوقت ذاته الأمة عدم التركيز في البحث عن هذه المسائل وحيثياتها في وقت يتوجب عليهم الاهتمام بشؤون حياتهم الخاصة، مضيفا على البلاد الإسلامية ألا تنشغل بمسائل ليس لهم فيها وإنما عليهم الاهتمام في شؤون حياتهم اليومية، والمحافظة على عقيدتهم من الخلل والشرك بدلا من إضاعة الوقت بحثا في موضوعات خارجة عن نطاقهم. وزاد: ما يشغل هذه الفئة سؤالهم عن خروج المهدي، مضيفا «وإن أتى المهدي فحياه الله فهذا أمر الله لعبده ليصلح أوضاع العباد، ومن كان على الحق، ومتمسكا بدينه، فلن يضره شيء». وخلص إلى أن أهل السنة والجماعة يؤمنون بخروج المهدي المنتظر آخر الزمان، لتوارد الأحاديث الشريفة المؤكدة لذلك. وفي سياق متصل، نفى عضو هيئة كبار العلماء عضو المجلس الأعلى للقضاء الدكتور علي بن عباس الحكمي المقولة التي تخبر أن المهدي المنتظر حي لكنه غائب، ولا يعرف مكانه أحد قائلا: «هذه دعوى باطلة، لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا أن جمهور العلماء متفقون أن المهدي يخرج آخر الزمان، لكن موعده مجهول، وأضاف جاء في الصحيحين أن المهدي يملأ الأرض عدلا بعد أن كانت جورا. وبين بعض صفاته ونسبه فاسمه مثلا محمد بن عبدالله وهو من نسب النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال عنه عليه السلام: (المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا أو ظلما، ويملك سبع سنين) قائلا الحديث جاء عند أبي داود وحسنه الألباني وابن القيم قال إنه جيد الإسناد. وذكر بعض صفاته كتعلق أهل العلم والإيمان به، ومبايعة المؤمنين له بين الركن والمقام. وشدد الحكمي على أن في ظهوره آخر علامات الساعة، وسيملأ الأرض عدلا بعد أن كانت جورا، مشيرا إلى أن المسيح ينزل أيام المهدي، وحتى اليوم لم تظهر العلامات التي ذكرها الرسول فيه، فالجور موجود والخير موجود أيضا. ورأى الحكمي بأن هذه الدعاوى موجودة في كل عهد، وعند مقارنة العلامات في الشخص يتضح كذب المدعي عن ما بينته الأحاديث، بل ويوجد من يدعي النبوة، رغم عدم وجود نبي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. مدللا ببعض ما يبين لنا كذب المدعين، كحلول شيء من علامات الساعة الكبرى التي تسبق المسيح، وظهور زلازل كثيرة غير عادية، وهذه كلها لم تحدث، مشددا أن المدعين خالفوا ما جاء في الأحاديث الصحيحة التي ذكرت في المهدي. وكانت اللجنة الدائمة قد بينت أن المهدي جيء فيه أحاديث تدل أنه سيحكم الأمة، ولم يأت عن زمانه أية أحاديث صحيحة، ما جعل موعده مجهولا.