لعل كثيرين استبشروا بما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم من أن المدارس ستشرع في تعليم اللغة الإنجليزية للطلاب والطالبات في مدارسها بدءاً من السنة الرابعة الابتدائية. واستبشار المستبشرين يأتي ليس من إيمانهم بأهمية تعلم اللغة الإنجليزية التي أضحت تقريبا لغة العالم المشتركة فحسب، وإنما أيضا هو ينبثق من ظنهم أن ضعف الطلاب والطالبات في درجة إتقان اللغة الإنجليزية هو بسبب التأخر في تعليمها إلى المرحلة المتوسطة، وأن ذلك الضعف سينجلي بمجرد إدراج تعليم اللغة في المرحلة الابتدائية. لا أريد أن أبدو سلبية في استقبال هذا الخبر، ولكني أرى أن الضعف الذي يغلب على الطلاب في هذه اللغة، ليس سببه التأخر في البدء في تعليمها، قدر ما أنه بسبب تدني نوعية التعليم، ويؤكد هذا الرأي، أن الطلاب ضعيفون أيضا في لغتهم العربية، قراءة وكتابة رغم أنهم يبدأون في تعلمها منذ السنة الأولى الابتدائية!! وزارة التربية والتعليم وهي تقرر تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية تواجه مشكلات متعددة ليس فقط ما قد تجد من معارضة بعض المحافظين التقليديين الذين يبدو لهم تعليم اللغة الأجنبية في مرحلة الطفولة متعارضا مع تعليم اللغة الأم التي يعد تعليمها أهم وأولى فحسب. وإنما أيضا هي تواجه مشكلات تعليمية قد تكون أكبر من تلك المعارضة، مثل توفير الكتب التعليمية الجيدة المناسبة للصغار، التي من أبرز صفاتها أن تتضمن صورا ملونة جذابة وروحا مرحة سارة سريعة قبل أن يبدأ العام الدراسي الجديد الذي لا يفصلنا عنه سوى شهور قليلة؟ فكتب اللغة الإنجليزية التي تدرس في المرحلة المتوسطة الآن (ثقيلة ظل) تخلو من الجاذبية والمتعة، والاستمرار في تأليف كتب تعليمية للصغار على النمط الموجود حاليا لن يفلح في تحقيق الهدف المطلوب. والمسألة الثانية هي توفير العدد الكافي من المعلمين والمعلمات الأكفاء القادرين على أداء هذا الواجب بصورة نافعة تحقق الغاية منه. فحسب ما ذكر في الصحف هناك قرابة مليون طالب وطالبة سيتلقون دروسا في اللغة الإنجليزية مع بداية العام الدراسي القادم، وهذا العدد الكبير من الطلاب يحتاج إلى عدد كبير من المعلمين والمعلمات المؤهلين، هناك حاجة إلى 40 ألف معلم ومعلمة لغة إنجليزية على الأقل، على افتراض أن الصف الدراسي لن يزيد على 25 طالبا. رغم أن هذا العدد يعد كبيرا نسبيا في فصل لتعليم اللغة. فمن أين يمكن توفير كل أولئك المعلمين والمعلمات في هذه المدة الوجيزة. أما إن مضينا نحشر الطلاب في الصف حشرا ونوكل تعليمهم إلى من هم ليسوا أكفاء له، فإن مستوى الطلاب في إتقان اللغة الإنجليزية لن يتغير، والضعف اللغوي الذي نشكو منه لن يختفي. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة