فيما تتجه وزارة التربية والتعليم إلى تدريس اللغة الإنجليزية في الصف الرابع الابتدائي، بعد تجربة استمرت نحو تسع سنوات في الصف السادس، تباينت الآراء حول هذه التجربة بين مؤيد ومعارض لها، لدرجة أن عضو في مجلس الشورى اعتبر تدريسها في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة هدرًا ماديًا وبشريًا وتقنيًا لا طائل منه حتى الآن بسبب ضعف مخرجاتهما، مطالبًا بإلغائها في المرحلتين، والتعويض عن ذلك بتكثيف جرعاتها في المرحلة الثانوية. المؤيدون يرون أن تعلم لغة إضافية في سن مبكرة أكثر جدوى، بينما يذهب المعارضون إلى أنها تؤثر سلبا على اللغة الأم وتربك الطالب لغويًا وعاطفيًا، فضلًا عن تعارض هذه الخطوة مع التوجه العربي نحو تعريب التعليم الجامعي. وبين هؤلاء وأولئك يؤكد الواقع نجاح هذه التجربة في المدارس الأهلية، مقابل فشلها -على الأقل حتى الآن- في المدارس الحكومية. وهناك من يرجع أسباب هذا الفشل إلى عدم جدية المدارس الحكومية (الابتدائية) في التعامل مع الإنجليزية كمادة أساسية من جانب الإدارة والمعلمين والطلاب معا، رغم ورود هذا التوصيف في قرار مجلس الوزراء (مادة أساسية ينطبق عليها ما ينطبق على المواد الأخرى)، يضاف إلى ذلك عدم وجود معلمين أكفاء لتدريسها، أو أنهم لا يعيرونها ما تستحقه من إهتمام لسبب أو لآخر.