طبيعي أن يكون في الرياض أهم وأعظم المصحات والمصالح الحكومية لأنها العاصمة السياسية وهي أكبر مدينة من حيث عدد السكان، ولكن هذا التركيز لأهم الخدمات والمناشط يجب أن يسبقه شبكة راقية ومنظمة ومقتدرة وسهلة ومتوفرة من وسائل المواصلات الجوية حتى يستطيع المرضى والمراجعون زيارة العاصمة لتلقي العلاج أو إنهاء المعاملات التي تخصهم ثم العودة إلى مدنهم ومحافظاتهم المنتشرة على رقعة من الأرض مساحتها توازي مساحة قارة حتى قيل عن المملكة «الدولة القارة» وقد تستغرق بعض الرحلات الجوية بين مدنها مدة تزيد عما تستغرقه رحلات جوية إلى عواصم مجاورة في آسيا وأفريقيا، أما هذا الذي هو حاصل على أرض الواقع فإنه ينطبق عليه قول الشاعر «ألقاه في اليم .. إلى آخره» ومن يقدر عليه المرور بمطارات البلاد ويطلع على أحوال المسافرين إلى الرياض للعلاج أو لإنهاء معاملات يجد الناس في كرب عظيم، فالرحلات تلغى بدون مقدمات أو تتأخر عن الإقلاع لعدة ساعات فتفوت المواعيد الطبية والإدارية والمصالح الفردية والجماعية، فلا تم إغناء أصحاب الحاجات من مرضى ومراجعين عن مراجعة مصحات ودوائر الرياض عن طريق إنشاء مراكز مماثلة في جميع المناطق الإدارية ولا تم عمل شبكة قطارات لتكون البديل في حالة الإخفاق في الحصول على مقعد جوي، ولا تم رفع مستوى الناقل الوطني الأوحد بحيث يكون قادرا على تسيير رحلات يومية وعلى مدار الساعة بالنسبة للمناطق الإدارية الكبرى ورحلات كافية على الأقل مرة في اليوم بالنسبة للمناطق الإدارية الصغرى، وإنما ترك الناس يتزاحمون ويتسولون مقعدا جويا يستطيعون من خلاله السفر إلى الرياض ومن ثم العودة منها في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، ولا نفع لحجز مؤكد وعلى أي درجة فالخطوط أصبحت مثل المصارع البولندي الذي لا يمكن لأحد التنبؤ بما يفعل؟! لقد سبق لي الإشارة في إحدى مقالاتي إلى أني زرت قبل سنوات قليلة دولة نيجيريا بصحبة معالي الشيخ الرحالة محمد بن ناصر العبودي وكان من ضمن البرنامج زيارة عدد من الولايات النيجيرية في أنحاء متفرقة من تلك الدولة التي يبلغ تعداد سكانها مائة وخمسين مليون نسمة معظمهم من المسلمين فوجدنا أمامنا نحو عشر شركات طيران داخلية تعمل بالأنظمة التجارية، كل شركة لديها رحلات يومية إلى جميع الولايات فلا حاجة إلى حجز مبكر أو متأخر، بل يتوجه المسافر إلى المطار ويختار الشركة التي يريدها والرحلة المناسبة له ويدفع ويركب، ووجدنا أن مستوى النظافة والخدمة والالتزام بالمواعيد ونوعية الطائرات كل هذه الأمور لا تقل عن مستوى مثيلاتها من شركات الطيران في أوروبا فتحسرنا وحمدنا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة