دعيت قبل يومين لحضور ورشة عمل تسبق افتتاح كرسي الشيخ عبدالرحمن الجريسي لحقوق الإنسان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد حضر حفل الافتتاح معالي مدير الجامعة والشيخ الجريسي ورئيس هيئة حقوق الإنسان ونائبه الدكتور زيد الحسين، وكذلك عدد من أعضاء مجلس الشورى وكبار مسؤولي الجامعة وعدد من المهتمين بحقوق الإنسان في عدد من جامعات المملكة وغيرها. مدير الجامعة تحدث بإسهاب عن حقوق الإنسان في الإسلام، وكذلك دور حكام المملكة في نشر الإسلام الخالي من الشوائب، وأن هذا يساعد الجامعة في تقديم الإسلام بشكل جيد للآخرين من خلال كرسي حقوق الإنسان، كما أكد على أن العمل أهم من التنظير والكلام!! الشيخ عبدالرحمن الجريسي كان سعيدا بهذا الكرسي، وبحسب قوله فإن رغبته في أن يفهم الآخرون الإسلام على حقيقته كان وراء حرصه على تبني هذا الكرسي، وأعرب عن أمله في أن يؤدي القائمون على هذا الكرسي تطلعاته في نشر ثقافة حقوق الإسنان داخل بلادنا وخارجها. الدكتور بندر العيبان والدكتور زيد الحسين تحدثا عن أهمية حقوق الإنسان وعن دور المملكة الرائد في هذا المجال، وعن اهتمام خادم الحرمين شخصيا بهذه الحقوق، كما أثنيا على جهود الجامعة في قيامها بهذا الكرسي المهم. المتحدثون كثيرون والجميع كان حريصا على نجاح هذا الكرسي، والواضح أن الكل كان يدرك أهمية هذه الحقوق وأهمية الوقوف إلى جانبها. أعود إلى هذا الكرسي وإلى ما يجب أن يقوم به داخل بلادنا وخارجها وعلى المدى القريب والبعيد. الحديث عن حقوق الإنسان لا يكاد يتوقف، وفي بلادنا هيئة لحقوق الإنسان وفيها جمعية لهذه الحقوق، وكل يدعي وصلا بهذه الحقوق، وأنه يقوم بما يجب عليه، ولكن ما يقوله هؤلاء، وما يفعلونه أيضا أقل بكثير من طموحات المواطنين وآمالهم المعقودة على الجمعية والهيئة .. ولكن ما أسمعه وما أعتقده أن هناك خطوات جادة قد نراها قريبا وقد تغير الصورة النمطية عن الهيئة والجمعية، وأتوقع لو أن العلاقات العامة العاملة عندهما تحدثت عن جهودهما لتغيرات صورة غالبية المواطنين عنهما. أعود إلى الجامعة والكرسي الذي سيقود عملية تأصيل وتحقيق حقوق الإنسان، وأتساءل: هل حقا سنرى تغييرا حقيقيا في هذه الحقوق تخدم المواطن أولا والإنسان مهما كان جنسه أو دينه ثانيا وتغير الصورة غير الحسنة عن الإسلام عند بعض الغربيين ثالثا وقضايا أخرى مهمة ينبغي أن يقوم به القائمون على هذا الكرسي وهي كثيرة ومتعددة. الجامعة لديها كل إمكانات النجاح، ففيها علماء في مختلف التخصصات العلمية ذات العلاقة بحقوق الإنسان. ومعروف أن حقوق الإنسان متشعبة إلى حد كبير، فهناك حقوق للمرأة، وللطفل، ولغير المسلم في البلد المسلم، وللعمال، وللموظفين، والطلاب، وكل هذه الحقوق بحاجة إلى تأصيل شرعي وقانوني وسياسي في بعض الأحيان .. كما أن بلادنا متهمة بالتضييق على حقوق الإنسان، وأنها كما يقال تمارس أعمالا غير مشروعة وتتنافى مع هذه الحقوق كما يفهمها الآخرون!! يقال أحيانا: إن السعودية لا تعطي المرأة حقوقها، وأحيانا تقتل المجرمين دون حق!! في حديثهم عن إقامة الحدود الشرعية، وهناك أشياء أخرى يتحدث عنها الغربيون عن تغييب حقوق الإنسان في بلادنا. هذه القضايا بحاجة إلى دراسة علمية دقيقة وبوضوح شديد .. فما كان من كلام أولئك حقا فيجب الإشارة إليه والتنبيه عليه، وما كان باطلا فيجب دراسة أسباب ذلك البطلان بالأدلة والبراهين الواضحة القادرة على إقناع أولئك القوم. وأعتقد أن لدى الجامعة ما يمكنها من تحقيق كثير من تلك الدراسات والأبحاث وتقديمها لأصحاب القرار للاستفادة منها. ومن المهم ونحن نتحدث عن حقوق الإنسان أن نذكر أهمية وجود مادة علمية عن هذه الحقوق تدرس في الجامعات السعودية كلها، أعرف أنها تدرس في بعضها لكن الحاجة قائمة إلى تعميمها في كل جامعاتنا بل ومدارسنا القانونية .. كما أن على الزملاء في الجامعة أن يدركوا أن العمل هو الذي سيحسب لهم لأنه هو الذي سيبقى. أما الكلام والوعود فكل يجيدها ولكن في نهاية المطاف لا قيمة لها .. ولعلي أيضا أقترح عليهم إقامة شراكات علمية مع الهيئات المماثلة داخل بلادنا وخارجها، وأيضا إشاعة هذه الحقوق داخل مجتمعنا بوسائل متعددة، وتعليم الناس أهمية المطالبة بحقوقهم بعد أن يعرفوها جيدا. كلنا نعرف أن الإسلام اهتم بحقوق الإنسان، لكن هذه المعرفة لا تكفي وحدها إذا لم يرها الكل جزءا من واقع حياتهم اليومية فيكون كل شخص قادرا على أخذ حقوقه وإعطاء حقوق الآخرين .. الجامعة بإمكانها فعل الكثير وإنا منتظرون. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة