ب 17 عاما فقط قضاها الفنان الهولندي العالمي فان جوخ مع الرسم من عمره الذي لم يتجاوز 37 عاما استطاع أن يغير وجه التاريخ التشكيلي بأعمال فنية أصبحت بعد وفاته تباع بملايين الدولات وتقتنى في أكبر متاحف العالم. تشكيلي من أشهر فناني العالم مات فقيرا من شدة المرض في قصة حياة قصيرة خلفت وراءها أجمل اللوحات وأكثرها قيمة فنية ومادية. تذكره العالم وكتب اسمه من قائمة الخالدين بأعماله الفنية التي احتلت مكانة فنية متميزة في التاريخ الفني القديم والحديث، فنان عشق الفن فحظيت لوحاته بالإجماع على الإعجاب والتقدير من كافة المؤرخين والنقاد والفنانين التشكيليين. ولد فان جوخ عام 1853 في بلدة «زونديت» في هولندا، وعندما بلغ فان جوخ ال16 عاما رحل مع عمه إلى مدينة لاهاي؛ لكي يعمل معه في إحدى القاعات المتخصصة في بيع الأعمال الفنية سواء من الآثار القديمة أو من إنتاج الفنانين المعاصرين، حيث كان عمه يقوم بإدارة تلك القاعة وكانت هذه القاعة الفنية تتبع مؤسسة «جوبيل» الشهيرة في باريس. تأثر فان جوخ بعمله في تلك القاعة الفنية كثيرا، حيث تعرف على العديد من الفنانين واطلع على مئات اللوحات وزاد إعجابه وتحمسه للفن والفنانين مما جعله يتميز كثيرا في عمله ويتمكن بمنتهى المهارة بإقناع العملاء بشراء اللوحات الفنية، وعندما وجدت المؤسسة هذا الاجتهاد من فان جوخ والمهارة في جذب العملاء قررت نقله إلى لندن لكي يدير فرع المؤسسة بها، بدأ يحترف الرسم من سن ال20 ويقدم لوحات فنية بكافة المقاسات وكافة الاتجاهات، دخل قصة حب وتعرض على إثرها لعدة مضايقات في عمله مما دعا نقله إلى باريس حتى أصبحت نوبات الصرع تسيطر على فان جوخ وتتوالى بانتظام، الأمر الذي جعله يفقد رغبته في الحياة فانطلق ذات يوم إلى أحد الحقول المجاورة وقام بإطلاق الرصاص على نفسه وفارق الحياة وهو ما زال في مرحلة الشباب فلم يكن يتعدى ال37 من عمره، فكانت وفاته في عام 1890م. قضى جوخ الجزء الأكبر من حياته في معاناة وحزن وبؤس فلم يعرف معنى السعادة والرخاء سوى لفترات قليلة تعد من اللحظات النادرة في حياته، وعلى الرغم من هذا تمكن من أن يقدم للتاريخ الفني واحدا من أعظم فنانيه فأثرى العديد من المتاحف بأعماله الرائعة، وتم تشييد متحف باسمه في بلده هولندا في العاصمة أمستردام يضم مجموعة كبيرة من أروع أعماله.