تعيش الفتيات البدينات العاملات في قطاعات أهلية على صفيح ساخن، نظرا لأن جهات العمل تعرقل طموحاتهن بشروط لا تتعلق بالكفاءة وإنما بالمظهر، ما يجعلهن يعشن في إحباط وقلق نفسي مستمر. تقول منال محمد الموظفة في شركة خاصة «نحن نصنع المستقبل بأدائنا وإمكانياتنا لا بأشكالنا وأحجامنا»، مؤكدة أنها تحاول جاهدة إرضاء المسؤولين في الشركة بأدائها الوظيفي، فهي تتقن اللغة الإنجليزية مع العملاء، وفي كل سنة تطمح إلى التثبيت رغبة في الأمان الوظيفي، إلى إن جاء اليوم الموعود وبالفعل طلب منها اجراء الفحوصات اللازمة لاستكمال الاوراق المطلوبة، واجتازت كل العراقيل إلى أن وصلت للمطب الذي عرقل تقدمها في التثبيت الا وهو الوزن مع انه ليس من ضمن المعوقات المشترطة، فقد طلب منها لاستمرارية التثبيت ان تنقص من وزنها مايقارب 40 كجم مما أصابها بالذهول. وأضافت ان قرار تعيينها معلق لمدة شهرين حتى تنقص من وزنها وتصل الى الوزن المثالي المطلوب، لذا فهي حسب قولها تعيش هذه الايام في توتر نفسي له مردود عكسي على وضعها الأسري. وأضافت منال أنها تعرض صحتها للخطر في صيامها عن الاكل من اجل الحصول على التثبيت قائلة «انا اقدم نفس العمل بكفاءة عاليه منذ 8 سنوات وبنفس الوزن، فهل هذا الوزن سيحد من أدائي الوظيفي أم انه سيعرقل تثبيتي الى الابد». فيما تذمرت ابتهال احمد من وضعها الوظيفي الذي اشترط عليها لبسا معين مع اطلالة مشرقه، فهي تندرج تحت هذه الوظيفة منذ 6 سنوات، وبقدوم موجة التثبيت تطلعت إلى التقدم نحو مستقبل زاهر يبرز جهودها ويحقق لها الامان، وقد اجتازت عراقيل عدة، ووقفت حائرة امام قرار تعليق التثبيت بإنقاص الوزن، فهي تقول ان مهام عملها تحتم عليها الجلوس اكثر من 6 ساعات متواصلة، ومن ثم تتوقف ساعة لتعود وتكمل مهام عملها، فهذا ماساعد على زيادة الوزن «فأنا على أداء وظيفي وجودة عاليين، والوزن لا صلة له بوظيفتي المكتبية، وهذه عراقيل وضعت للحد من التثبيت واقتصاره على فئة معينة». ومن جانب عبرت مريم خالد عن احباطها من القرارات الراهنة التي وضعتها الشركة التي تدعوهن لإنقاص اوزانهن لضمان تثبيتهن. وأضافت «نحن لا نقوم بعرض أزياء ليشترط علينا وزن مثالي وإنما نقوم بأعمال مكتبية منذ 7 سنوات ولم يلاحظ علينا اي قصور بسبب أوزاننا». معايير حياتية تجربتي جاءت ذخيرة هائلة وكبيرة لحياتي القادمة كما قالت مروة صالح «فقد كانت حياتي تسير بخطى ثابتة ومدروسة مسبقا فقد كان لكل شيء في حياتي معايير ثابتة وخطط مرسومة، وكان من ضمنها الحفاظ على وزني خلال السنوات الست من مباشرتي للعمل، وعندما عرضت علينا القرارات كنت الوحيده فيهن اشعر بنوع من الثقة من ناحية الوزن وأن امر التثبيت قادم لا محالة، الى ان وصلني الخبر الفاجعة: (علق قرارك الى ان يزيد وزنك لك مهلة شهر لتضيفي على وزنك 10 كجم)، لاستقبله بضحك مفرط وعزاء دام اسبوعا». حير هذا الامر الكثير من الموظفات وبعض الاداريين فهناك اتجاه كبير الى الاساءة للجسد بإنقاص الوزن او بزيادته مما له جوانب صحية ونفسية عكسية عليهن، فهن يطالبن بالتثبيت مع الاخذ في الاعتبر انقاص الوزن او زيادته في مدة زمنية اطول وافضل من المعطاة.