انتشرت السمنة أخيرا بشكل كبير بين الجنسين، وبالذات لدى الشباب والفتيات الذين هم في أجمل مراحل العمر، فهم يحملون بكل مشقة عشرات الكيلوجرامات من الشحوم والدهون، وما يرافقها من ترهل وثقل ومشكلات لا حصر لها. والبعض يرجع ذلك إلى الخلل في إفراز الغدد، وما إلى ذلك من الأسباب التي، على الرغم من انطباقها على البعض، إلا أنها ليست سليمة، فمعظم البدناء عندما يجلسون وأمامهم طبق (الأرز) لا يقومون إلا وقد أصبح يلمع كالمرآة. أي أنهم هم الذين أضروا بأنفسهم، ولم يحاولوا جديا إنقاص وزنهم، أضف إلى ذلك أن كثيرا منهم لا يذهب إلى أي مشوار حتى ولو كان قريبا إلا بالسيارة. وحدّث ولا حرج بالنسبة إلى إقبالهم على المشروبات الغازية والوجبات السريعة والدهون والسكريات وهم لا يحرقون ما يأكلون، بل يختزن ويكتنز في الجسم (شحوما)، ثم إن معظم أوقاتهم يقضونها في المنازل أو المقاهي أو الاستراحات أمام (الدشوش) والإنترنت وتصفح رسائل الجوال، أما محاولة الحفاظ على رشاقة أجسامهم وصحتها فهذا ما ليس في أذهانهم. إن الطب والأطباء دائمو التحذير لنا من السمنة وعدم الحركة نظرا إلى ما ينتج من ذلك من أمراض كثيرة، لعل من أبرزها السكري وضغط الدم والكوليسترول وغيرها الكثير من الأمراض التي تتفاعل وقد تحدث الجلطة ثم الوفاة، لا سمح الله. وتعتبر السمنة من العوامل الرئيسة للإصابة بالكثير من الأمراض مثل السرطان، والتهاب المفاصل، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، إضافة إلى آثارها النفسية والاجتماعية الكثيرة، من أهمها: الانطواء الاجتماعي، والخجل وضعف الإقبال على الزواج من البدينات، وبالتالي زيادة نسبة العنوسة لدى الفتيات، إضافة إلى قلة الفرص الوظيفية لمتطلبات المظهر المناسب وصعوبة الحصول على المقاسات الكبيرة في الملابس العصرية. وهناك آثار اقتصادية للسمنة، حيث يضطر السمين مجبرا إلى صرف المبالغ في شراء العقاقير الخاصة بإنقاص الوزن والجري وراء الدعاية وشراء ما يعلنه من أجهزة تدعي أنها تخلصها من السمنة. وفي الختام أود التأكيد أنه مع قوة الإرادة والإصرار والعزيمة يتحقق المستحيل، فقد استطاعت إحدى قريباتي وهي في ال20 من عمرها أن تنقص 30 كيلوجراما من وزنها خلال أربعة أشهر فقط، وذلك من خلال ممارسة الرياضة والمشي بالذات لكيلومترات عدة يوميا، والابتعاد عن الدهون، والسكريات، والمشروبات الغازية، والوجبات السريعة، وأصبح جسمها رشيقا أذهل كل من شاهدها من طالبات الجامعة زميلاتها أو من أقاربها وصديقاتها.