نجحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة مؤخراً، في اكتشاف جريمة سرقة وتزوير وتحايل على مستشفى خاص وسط جدة، دون أن يعلم الضحية مقدار الضرر الذي تعرض له من قبل عصابة يمنية نجحت في تحرير شيكات خاصة بالمستشفى وصرف مبالغها. وفي تفاصيل الواقعة التي شهدتها أروقة شعبة التحريات والبحث الجنائي، ونجحت في التقاط معلومات مهمة، أشارت إلى وجود عدد من المقيمين من الجنسية اليمنية يبحثون عن شاب سعودي يتم تدوين اسمه على شيك بمبلغ 175 ألف ريال لصرف الشيك مقابل نسبة مالية، الطلب الغريب كان مبررا مقبولا لرجال الأمن في فرضية وجود جريمة تزوير، ما دعا فورا إلى تشكيل فريق عمل أمني للبحث عن المشتبه بهم ومواقع تواجدهم. العمل الأمني ركز على متابعة تحركات المشتبه بهم، من خلال المعلومات البحثية التي كشفها رجال الأمن الذين نجحوا في الوصول إلى شخص، قيل إنه يتزعم التشكيل العصابي، وبعد التأكد من هويته جرى على الفور دس أحد رجال الأمن بالزي المدني الذي قام بالتعرف إليه عبر الاصطدام به ومن ثم الحديث معه، ودعوته لوليمة كنوع من الاعتذار لتوطيد العلاقة، وبعد ساعات عرض عليه الزعيم (أ.ع) تحرير شيك لصرفه باسمه مقابل مبلغ مالي، وهنا أوعز رجال الأمن بقبول العرض وتحديد وقت استلام الشيك في اليوم التالي. وفي الموعد المحدد، حضر زعيم العصابة ومعه شركاؤه، وبعد أن سلم رجل الأمن الشيك المحرر استقلوا معه مركبة خاصة متوجهين إلى أحد البنوك المحلية، عندها لاحظ رجل الأمن أن الشيك صادر من مستشفى خاص، ومستوفٍ لكامل التوقيعات، وبسؤاله أفراد العصابة عن مصدره، أكد المشتبه بهم أنه من غير المسموح لهم صرف مبالغ مالية كبيرة، وأنه سبق لهم في فترة من قبل تقاضي شيك آخر بمبلغ 75 ألف ريال تمكنوا من صرفها عبر وسيط تقاضى أجرته، وبينوا للمصدر أن لهم علاقة بالمستشفى تمكنهم من صرف الشيكات لصالحهم. المعلومات كانت كافية للإطباق على العصابة الذين اعترفوا بجرمهم على الفور، وأكدوا عدم علم المستشفى بأمر الشيكات، فيما تواصل التحقيق مع المسؤولين في المستشفى حول وجود أية عمليات مشبوهة تمت بهدف سحب أموال خاصة أو فقدانهم أي أموال، ليأتي التأكيد بعدم الكشف عن مثل هذه الممارسات وطلب المسؤولين مهلة للتأكد من المعلومات خلال 24 ساعة، عقبها جاء التأكيد بوجود شيكات مسحوبة على حساب المستشفى دون أي تعميد أو تقارير تثبت ذلك، ما يشير إلى وجود عملية سرقة لم تكتشف إلا بعد إبلاغهم من قبل رجال شعبة التحريات والبحث الجنائي. وأكد الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر بن داخل الجعيد إيقاف العصابة اليمنية التي تضم ثلاثة أشخاص، وبين أن التحقيق ما زال جاريا للتأكد من كيفية قيامهم بتحرير الشيكات، بمتابعة شخصية من مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي، وما إذا كان هناك متواطئون من داخل المستشفى من عدمه، وقال: رجال الأمن تحركوا وفق معلومات بحثية ولم يتم الإبلاغ من قبل إدارة المستشفى.