هناك عبارة أظنها من الموروث القديم نصها: «من نباهة الرجل اختلاف الآراء حوله». وبعيدا عن كلمة الرجل التي كنت أفضل الاستعاضة عنها بكلمة (إنسان) لأن مضمون العبارة ينطبق على المرأة كما هو على الرجل. بعيدا عن ذلك، هل يمكن أن تنطبق هذه العبارة على الأفكار أيضا، كما انطبقت على البشر؟ هل الأفكار التي يكثر الجدل حولها وتتباين الآراء فيها، هي أفكار مميزة؟ ووفقا لهذا هل يمكن لنا أن نعد التعديلات الجديدة التي ألحقت بنظام المطبوعات والنشر أفكارا مميزة؟ فما وجدت أفكارا تعرضت لتضارب الآراء حولها كهذه التعديلات، فهي ما بين راض بها مثن عليها، يراها تحمي الحقوق الضائعة وتعين على ضبط الألسن المنفلتة وتساوي بين الجميع في حفظ الكرامة وصون الإنسانية بلا تمييز ولا طبقية، إلى مستاء منها يرى أن فيها تقييدا للحرية الإعلامية وغموضا في الألفاظ يشبه الفخ الخفي المنصوب للفريسة، وأن ذلك سيكون له أثر غير إيجابي على محاربة الفساد وتصحيح الأخطاء، فالمتوقع أن كتاب الصحف سيتجنبون مناقشة كثير من المواضيع الخطيرة خشية وقوعهم فرائس في فخ المخالفات. هذا الاختلاف حول تلك التعديلات هل هو دلالة على تميزها، حسب ما تفيده المقولة السابقة؟ يقول معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة «أتحدى أن تكون تعديلات نظام المطبوعات والنشر مقيدة للعاملين في الإعلام»، ويقول الدكتور صالح الخثلان نائب رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، إن ما احتوته تلك التعديلات يتضمن تقييدا لحرية التعبير عن الرأي. وبينما يرى الدكتور فهد الحارثي رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام أن التعديلات لم تقصد عدم المناقشة والحوار بين الأطراف المختلفة في المنظومة الثقافية والعلمية في البلاد، وإنما المقصود أن يكون الحوار نظيفا وراقيا ومبتعدا عما يسيء إلى الأشخاص أو نزاهتهم أو كرامتهم. هذا الاختلاف في الآراء حول ما ورد من تعديلات على نظام المطبوعات والنشر، يدل على أنها لم تستطع أن توحد الآراء حولها فهي مرة، تلوح للبعض مقيدة للرأي، ومرة تلوح للبعض الآخر، حامية ومنظمة وضابطة، فهل هذا الاختلاف في فهمها يرجع إلى غموضها، أم إلى تميزها الذي يجعلها أكبر من أن تلتقي الآراء على رأي واحد حولها؟ ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة