أوضح رئيس الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية أنه سيطلب إصدار ثلاث مذكرات اعتقال في إطار التحقيق الذي يجريه بشأن قتل متظاهرين مطالبين بالديمقراطية في ليبيا، مضيفا أن على الدول الاستعداد من الآن لاعتقال المطلوبين. وأوضح مبعوثون للأمم المتحدة أن أحد المستهدفين بالاعتقال يرجح أن يكون الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي الوقت نفسه، انتقد مندوبا روسيا وجنوب أفريقيا في الأممالمتحدة بشدة العمليات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في ليبيا بهدف حماية المدنيين وفرض حظر طيران، وأشارا إلى أنه ينبغي ألا تقصر المحكمة تحقيقها على حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي. وأحال مجلس الأمن الدولي أعمال العنف في ليبيا إلى المحكمة في فبراير (شباط). ويحقق المدعي لويس مورينو أوكامبو بخصوص خطة أعدت سلفا من جانب القذافي وبعض أبنائه ومساعديه لمهاجمة المحتجين. وقال أوكامبو، وهو يطلع مجلس الأمن الدولي أمس الأول على تطورات التحقيق الذي يجريه، إنه سيطلب إصدار مذكرات الاعتقال في غضون بضعة أسابيع فيما يتصل بجرائم في حق الإنسانية ارتكبت في ليبيا منذ 15 من فبراير (شباط). وأفاد في بيان: «ارتكبت جرائم بحق الإنسانية، وما زالت ترتكب في ليبيا. مهاجمة مدنيين غير مسلحين بما في ذلك عمليات قتل وانتهاكات في كثير من المدن في أنحاء ليبيا». وأردف أوكامبو أن طلبه مذكرات الاعتقال سيقوم على أساس أدلة قوية قال إنها تشمل صورا فوتوغرافية ولقطات فيديو وشهادة عناصر داخل الحكومة. ولا تملك المحكمة قوة شرطة وتعتمد على تعاون الدول في تنفيذ الاعتقالات. والولايات المتحدةوروسيا والصين ليست أعضاء أيضا في المحكمة لكنها صوتت لصالح إحالة العنف في ليبيا إلى المحكمة. من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في روما أمس شركاءها إلى تشديد عزلة الزعيم الليبي معمر القذافي، عبر رفض استقبال مبعوثيه ومساعدة المتمردين في فتح ممثليات لهم في العالم. وعلى صعيد ذي صلة، كشفت صحيفة «ديلي تليجراف» الصادرة أمس نقلا عن مصادر في الاستخبارات العسكرية البريطانية، أن قوات العقيد معمر القذافي سممت آبار المياه في مصراتة، في إطار تكتيكات الترويع الجماعي التي تبنتها لإجبار قوات المعارضة الليبية على الاستسلام. وأوردت الصحيفة أن قوات القذافي ذهبت إلى أقصى حد لمهاجمة المدنيين بعد تعرض دبابات ومدفعيات جيشها النظامي لخسائر كبيرة جراء الهجمات الجوية لطائرات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضافت أن قوات القذافي سممت آبار المياه في جبل مصطفى، وهي منطقة جبلية تزود بالمياه معقل قوات المعارضة في مدينة نالوت، فيما تخلى جنود الجيش النظامي إلى حد كبير عن زيهم العسكري لصالح الملابس المدنية في تكتيك جديد لاعطائهم القدرة على تمويه أنفسهم بشكل أفضل في محاولة لاختراق المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة. ونسبت إلى مصدر في الاستخبارات العسكرية البريطانية قوله: «إن جنود الجيش النظامي الليبي يسعون إلى جعل أنفسهم غير مميزين عن السكان المدنيين ومقاتلي المعارضة على حد سواء، ردا على منعهم من قبل قوات التحالف من مهاجمة السكان المدنيين». وكشفت الصحيفة أيضا أن قوات القذافي تتعمد ارتداء الأقنعة الواقية من الغاز على خط الجبهة باعتباره شكلا من أشكال الحرب النفسية لتخويف السكان المحليين وخاصة في مدينة مصراتة المحاصرة.