تعتبر النقوش الشعبية من أهم مصادر التاريخ بشكل عام والتاريخ العربي القديم بشكل خاص، لأن أكثر ما وصل إلينا عن الحضارات القديمة من المصادر المكتوبة لا تكفي وحدها لهذا الغرض. وتكمن أهمية الآثار في كونها تحوي نقوشا معاصرة للأحداث التاريخية القديمة وهي غير قابلة للتحريف، لذلك فهي تعتبر سجلا تاريخيا حيا لتلك الحضارات القديمة، فتلك النقوش كشفت لنا الكثير عن الحقائق التاريخية الثابتة عن حياة تلك الشعوب وثقافتها القديمة، ومنها ثقافة العرب قبل الإسلام وما كانوا عليه في حياتهم، فتلك تكشف لنا ما توصل له العرب من إتقان فني في المعمار ونحت للجبال وكما تقودنا إلى الاستدلال على القيام بنوع من التبادل التجاري ونقشهم على العملات. وهناك الكثير من الآثار القديمة المنقوشة في جزيرة العرب كتبت بأقلام مختلفة أشهرها الثمودي والأرمي والنبطي. وأكثرها عبارة عن أدعية دينية وأسماء لأشخاص والقواد والملوك وألقابهم وأعمالهم ودياناتهم، كما تضمنت النقوش رسوما تعبيرية توضح مشاهد من حياة الإنسان القديم التي عاشها ومنها الراعي وكلبه وسط القطيع، ورسوما توضح عملية صيد الإنسان القديم للحيوانات والأدوات التي استخدمها في صيده من رماح وجبال وكلاب صيد، كما صور الإنسان القديم بعضا من مخاوف الإنسان القديم من الأشباح والأرواح والتي تصور غالبا على أنها شريرة في أغلب الثقافات والحضارات الإنسانية على اختلافها، وكما عبر برسوماته عن بعض القيم الإنسانية الفاضلة التي عبر عنها مثل العدل الذي عبر عنه برجل يمثل ميزان العدل بيديه المفتوحتين بكفتي الميزان المتساويتين، غير أن هناك ما ينقصه الوعي العلمي والثقافي بقيمة تلك النقوش والخرافة التي أوهمت بأن تلك النقوش هي مؤشرات ورموز على مكان وجود جرة الذهب أو كنز من المجوهرات القديمة المدفونة في كمان ما أو حتى عن إمكانية وجود التبر (تراب الذهب) وهناك ما يقود وهمه إلى تفسيرات للرسوم التي يشاهدها، فقرن الغزال يوحي له إلى وجود مكان الذهب وكذلك العقرب والأفعى والمطرقة كلها دلالات وتفسيرات على وجود ما بعقله. وتقوده أوهامه للعبث بتلك الآثار وإطلاق النار عليها وكأنها إنسان يريد الانتقام منه أو لمجرد التسلية. [email protected]