ما الفرق بين إعلام عام 1965م، وإعلام عام 2011م ؟ عام 1965م كان «أخوك في العروبة» يوجه رسائله من سوط العرب !! وهي ذات صبغة تهييجية، تحريضية، معبرة عن آيديولوجيا، كرست تسطيح الوعي، ونجم عنها ردود أفعال غير عقلانية، أصبحت مرتعا خصبا لردود أفعال متطرفة، وكانت الرسائل «من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر»! و«أكاذيب تكشفها الحقائق»! و«أعداء الله»!! و«رجعية»!! و«حلف استعماري»!! إلى أن استيقظ العرب صبيحة يوم 5 يونيو/ حزيران 1967م ، فإذا هم برمتهم أمام هزيمة ساحقة، أسماها سوط العرب: نكسة !! وما هي في واقعها إلا نكبة، من صنع إعلامييه، وبأيديهم، وبأفواههم، ووقف سوط العرب على أطلال العرب، كما وقف نيرون على أطلال روما، هي تحترق، وهو يغني. عام 2011م، أصبح سوط العرب صورة وصوتا، لا صوتا فقط، أما المضمون فلم يتغير: تهييج، وتجييش، وأعلام، ولافتات، وأفواه تطلق شعارات، ونداءات، وتفسير أحادي، موجه بالفكرة المسبقة، التي يريد سوط العرب صورة وصوتا ، البرهنة على صحتها، وليس وسيلة للتعرف على الموضوع، دون أفكار مسبقة. ذهب من ذهب، ورحل من رحل، وسقط من سقط، وقناة السوط والصورة ما زالت تحشد، وتختزل الواقع بسذاجة تارة، وعن سابق عمد وإصرار تارة أخرى، لا تبث إلا رأيا واحدا هو رأيها، أما الرأي الآخر، فيأتي على استحياء، ثم تفاجأ بمن يقول لك: «الرسالة وصلت»!! وأي رسالة وصلت، ومرسلها أمام إعلام متطرف، عسف بصاحبها، وحرمه من حقه في التعبير، فكان رد الفعل تطرفا آخر، جرى في جسم مرسل الرسالة، في صورة: حيف إعلامي، وقمع إعلامي، وطغيان إعلامي. لست ضد حرية التعبير عن الرأي، وأرفض إعلاما يكمم الأفواه، أو يلتمس الشرعية لنفسه من خلال «أنا ومن بعدي الطوفان» والطوفان حين يطفو على السطح يغرق الجميع، ولن يكون سوط العرب صورة وصوتا، في مأمن منه، فمن يلعب بالنار تحرقه. ما أشبه الليلة بالبارحة.. ساعات من الإرسال التلفازي مشبعة بالشتائم، والنعوت، والأوصاف المشينة، وصور تفرض آيديولوجية معينة، وأنا قد لا أصدق وثائق ويكيلكس، ولكن أردد المثل العربي: «أسمع جعجعة ولا أرى طحنا»!! سوط العرب صورة وصوتا، فرض رأيا ونحى الآخر، وتيقن أن الحق معه، فهل ضميره مرتاح لما أهدر من قيم إعلامية؟ هل يفيق؟ هل يستيقظ؟ هل يحث الناس على رفض الظلم، ومقاومة الظالم، بأسلوب حضاري ؟ هل يعلمهم أن حرية التعبير عن آرائهم لا تعني: التخريب، والتدمير، والاعتداء على الأموال العامة والخاصة ؟ هل لا يفعل مونتاج الصورة فعله ؟ لقد سبقه غيره، صال، وجال، ولم تمض سنوات إلا وتلقى اللكمات من هنا وهناك، ولم يضيع الكأس الذي شرب منها العرب فحسب، بل ضيع حتى من لم يشرب منها. مدرسة سوط العرب المعتمدة على الصوت سادت فبادت، فهل يعيد التاريخ نفسه مع: سوط العرب صوتا وصورة ؟ [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة