أصبح مانشستر يونايتد على بعد خطوة من الوصول الخامس لنهائي دوري أبطال أوروبا، عندما يستضيف شالكه الألماني في إياب نصف نهائي المسابقة في نسختها الحالية على ملعب أولد ترافورد، وسبق للمان أن توج باللقب 3 مرات عام (1968 1967) على حساب بنفيكا البرتغالي (4/1)، وفي نسخة (1998 1999) على بايرن ميونخ الألماني (2/1)، أيضا في نسخة (2007 2008) حينما كسب تشلسي بركلات الترجيح (65) بعد تعادلهما (1/1) في الأشواط الأصلية والإضافية، في حين خسر لقاء واحدا أمام برشلونة الإسباني بهدفين نظيفين في نهائي عام 2008 2009، ويبدو قريبا من التأهل للمرة الخامسة في تاريخه على مدى 16 مشاركة في البطولة، قياسا بنتيجة اللقاء الأول الذي آل لصالحه (2/0) على ملعب خصمه، يدعم ذلك أيضا تميز أرقامه في المسابقة من ناحية التهديف وتحقيق الانتصارات، في الوقت الذي سيكون فيه شالكه أمام مهمة معقدة وصعبة لإعادة آماله في المنافسة على بطاقة التأهل، خاصة مع قلة خبرة لاعبيه في مثل هذه المناسبات كون وصوله لنصف النهائي يعد الأول في تاريخه، علاوة على ذلك فإنه سيخوض المواجهة على ملعب نده وبين أنصاره، الأمر الذي سيزيد حساباته صعوبة.. أمام صاحب الأرض 90 دقيقة لإعلان وصوله للنهائي للمرة الخامسة في تاريخه، وقياسا بلغة الأرقام يبدو قريبا من ذلك بناء على تمرسه وخبرته في مثل هذه المناسبات، وهو أظهر تفوقا ملحوظا هذا الموسم، حيث يتصدر الدوري المحلي ب73 نقطة رغم خسارته في الجولة الماضية من ارسنال (0/1)، علاوة على ذلك يسير بنجاح منقطع النظير في البطولة الأوروبية، حيث لم يتلق أية خسارة إلى الآن في مجمل مباريات المسابقة، كما أنه تميز بمعدله التهديفي إذ أحرز 14 هدفا مقابل 3 أهداف في مرماه، مما يعكس انضباطه التكتيكي على المستطيل الأخضر. ويتميز مدربه الخبير السير فيرغسون بإجادة قراءة الخصم وتعطيل مفاتيح القوة فيه، والاستفادة من عناصر فريقه من خلال التوظيف الجيد لإمكانياتهم، وهو أكد عقب مواجهة الذهاب أن النتيجة ليست مطمئنة قياسا بقوة الخصم وحظوظه القائمة إلى الآن، مشددا على ضرورة تسجيل نتيجة إيجابية على ملعب أولد ترافورد لتأكيد وصوله للمباراة الختامية، ويبدو أنه قريب من ذلك عطفا على تفوقه العناصري وخبرته، إلى جانب نتيجة اللقاء الأول، ومن المتوقع ألا تشهد التشكيلة الأساسية أسماء جديدة بهدف المحافظة على انسجام ورتم الفريق، ويعتمد على عناصر ضاربة في مركزي الوسط والهجوم، يأتي في مقدمتهم: البرتغالي لويس ناني، الكوري الجنوبي بارك جي سونغ، الويلزي قيقز، بجانب الإنجليزي روني والمكسيكي هرنانديز في الهجوم، كما تتميز حراسته بوجود لاعب الخبرة الهولندي فان دير سار، ويعتمد فيرغسون على خطة 442 المعروفة بتوازنها في جميع الخطوط، ومن المتوقع أن يدخل اللقاء مهاجما منذ البداية لإحباط خصمه بهدف مبكر يزيد الضغوط عليه ويقضي تماما على آماله، مع عدم منح نده فرصة للسيطرة على مجريات المباراة من خلال الاستحواذ على الكرة لأطول وقت ممكن، وتبدو حساباته في متناول يده، إذ إن فوزه بأي نتيجة كذلك تعادله أو خسارته بهدف ستوصله لمبتغاه دون الشروع في حسابات معقدة. من جانبه، سيهدف شالكه إلى حفظ ماء الوجه من خلال منازلة مضيفه لنهاية اللقاء، متمسكا بأمله الضعيف لتعديل النتيجة بإحراز هدفين على أقل تقدير لتمديد المواجهة للأوقات الإضافية أو تسجيل 3 أهداف لإعلان تأهله، خلاف ذلك فإن أي نتيجة أخرى سترمي به خارج المنافسة. وتبدو المهمة صعبة ولكنها غير مستحيلة بناء على تأكيدات المدرب رالف رانجنيك الذي خاض تسع مباريات في دوري أبطال أوروبا جميعها مع شالكه، حقق خلالها 4 انتصارات وتعادلين مقابل ثلاث هزائم، رافضا الاستسلام لنتيجة اللقاء الأول، معتبرا الفرص لازالت قائمة والحظوظ متساوية مع خصمه، إلا أنه أبدى تخوفه من المبالغة الهجومية على حساب الدفاع، نظرا لقوة هجوم صاحب الأرض، وهو يعول كثيرا على الإسباني المخضرم راؤول في خط المقدمة والذي يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف بالمسابقة برصيد 71 هدفا في 141 مباراة من بينها 66 هدفا مع ريال مدريد الإسباني، إلى جانب البيروفي جيفرسون فارفان صاحب 4 أهداف في النسخة الحالية، كذلك الهولندي كلاس يان هونتلار (3 أهداف)، البرازيلي ايدو، الإسباني خوسيه مانويل خورادو، قلب الدفاع الألماني بينيدايكت هويديس، ولكل منهم هدفان في البطولة، ويعاني شالكه هذا الموسم من تذبذب مستواه إذ يقبع عاشرا في الدوري المحلي برصيد 40 نقطة، علما أنه تلقى خسارة مؤلمة على يد بايرن ميونخ (4/1) في الجولة الماضية. إجمالا وبالنظر في واقع الفريقين يبدو مانشستر يونايتد قريبا من التأهل لعدة عوامل تصب في مصلحته إلا إذا حدثت المفاجأة، خاصة أن شالكه فجرها في ربع النهائي عندما اكتسح حامل اللقب (7/3) في مجمل مباريتي الذهاب والإياب.