الانتشاء هو أصدق وصف للحالة التي مررت بها الأسبوع المنصرم وأنا أشارك في جلسات منتدى الغد الثاني بمدينة الرياض، الذي يمثل منبرا «شبابيا» تعتليه الأفكار والطموح، فتح المجال لطلائع التغيير لأن تمارس حضورها في جو صحي لم يتأثر بأتربة المجتمع الخانقة، وتجاوزها إلى مرحلة المشاركة وإبراز الطاقات الشبابية السعودية التي تجاوزت إطارها الجغرافي لتصدر طاقاتها إلى العالم أجمع. ماذا يعني أن يحضر وزير الاقتصاد والتخطيط ووزير التربية والتعليم ووزير الثقافة والإعلام كل على حدة ليقف كل واحد منهم في لقاء مفتوح يواجه أسئلة الشباب؟، نعم قد يكون البون شاسعا في التطلعات والرؤى بين جيل وجيل، ولكنه اعتراف ضمني بأن مد الشباب قادم بكل قوة وهو يتسلح بأقنية الإعلام الجديد التي غيرت تاريخ دول باعتراف وزير التربية والتعليم، فضلا عن نزول ذلك الجمع من الوزراء إلى «الحقيقة» بالعين المجردة ليعرفوا كيف يفكر شبابنا، وكيف يغيرون بروح خلاقة تطرح الرؤى بكل هدوء وثقة ووعي ونضج يضرب بكل مصطلحات النيل من جيلهم عرض الحائط، ويؤكد أن جيل الضوء قادم وسيكسر عصا التقريع متجاوزا أزماتنا الاجتماعية. مدهش أن تشاهد أمامك قائد فريق تعريب «الفيسبوك» وتعرف بأنه شاب سعودي، ومدهش أكثر حينما تشاهد من قالت عنه عملاقة الصناعة الكمبيوترية «مايكروسوفت» بأنه بيل غيتس الصغير وتكتشف بأنه سعودي، ثم تستمع إلى من حطموا الأرقام القياسية في عدد مشاهدة أعمالهم على الشبكات الاجتماعية وجميعهم سعوديون... هؤلاء وغيرهم كشفوا لي عن صورة بالغنا فيها ونحن نمارس خطابنا النقدي، مللنا من الخطاب الاتهامي والتآمري الذي يقضي على حيز الإبداع ويتعامل وفق معادلة الأستاذ والطالب والعصا لمن عصا، ثم نتساءل فيما بعد عن سبب نبوغ الأجيال من حولنا وانكفاء جيلنا، لا محضن يحتوي ولا مبادرات تشعل الأفكار .. ومازلنا نعزف على وتر «جيل آخر زمن». منتدى الغد محضن مثالي سينافس المنتديات العالمية الفاعلة، حالة التميز الفريدة تتجلى في كونه «منا وفينا»، ويكفيه فخرا إبراز الناجحين ممن آثرنا تهميشهم في الوقت الذي اهتم بهم الإعلام الغربي وأبرزهم، والفخر الآخر: أن يعقد منتدى بهذا الحجم والفعاليات وجميع القائمين عليه تنظيما وترتيبا وإشرافا من الشباب والفتيات. افتحوا لهم النوافذ .. وليحظوا بمساحة أوسع من فهمنا لهم، ويقينا سنلمس مسارات التغيير وإلا سيبح صوتنا لاحقا حينما نشاهد حجم الفارق بيننا وبينهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة