استيقظ اليمنيون الغارقون في أزمتهم أمس على نبأ مقتل بن لادن، وتسمروا أمام أجهزة التلفاز لمتابعة الخبر الذي اعتبروه الأكبر منذ أحداث سبتمبر. الجانب الرسمي اليمني رحب بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على أيدي القوات الأمريكية في عملية وصفت بالدقيقة في باكستان. وأعرب المصدر عن أمله بأن تؤدي عملية مقتل بن لادن إلى القضاء على الإرهاب في العالم وباقتلاع جذوره ومؤسسيه والقضاء على العنف في شتى أنحاء العالم. وأشار المصدر إلى أن صنعاء ماضية في جهودها في القضاء على الإرهابيين. المتعصمون في ساحة التغيير تابعوا بكل اهتمام مقتل بن لادن، إلا أنهم أكدوا أن لهم قضية وسيستمرون في الضغظ لإرغام الرئيس اليمني على التنحي. ويقول مراقبون في صنعاء تحدثت إليهم «عكاظ» إن مقتل بن لادن قد يساهم في تغيير اتجاه الأزمة في الداخل اليمني، ولكنه لن يخطف الأضواء على عملية الاحتجاجات التي تشهدها اليمن حاليا. ويعتقد المراقبون أن أنباء مقتل بن لادن جاءت في الوقت الذي انخفضت شعبية الرئيس أوباما رغم خوض القوات الأمريكية حربا شعواء على بن لادن وأنصاره ضمت أفغانستانوباكستان والعراق واليمن لمدة عشر سنوات، لكنها تمكنت من مقتله البارحة الأولى بعد أن ذهب ضحيته الآلاف من الأبرياء في أمريكا وأفغانستان واليمن وعدد من البلدان العربية والعالمية. ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء نجيب غلاب أن مقتل بن لادن ضربة قوية جاءت لمصلحة الإدارة الأمريكية وتعتبر هدية لأوباما، كما أن الإدارة الأمريكية كانت قد أضعفت القاعدة بشنها عمليات وملاحقات متواصلة للعديد من الإرهابيين. وأضاف أن مقتل بن لادن لن يكون له تأثير كبير على تنظيم القاعدة، خاصة أن بن لادن لم يكن فاعلا في التخطيط للقاعدة، بيد أنه لم يستبعد قيام قاعدة اليمن بعمليات انتقامية، وأشار إلى أن خطر القاعدة لا يزال يهدد المنطقة ومدنا عربية وغربية، ولكنه ليس بالشكل السابق. وقال: «لا أعتقد أن أسامة بن لادن قتل على أيدي القوات الأمريكية فقط، بل إن هناك مخابرات إقليمية لها دور حقيقي في العملية. واحتمال آخر أن بن لادن مات على نحو طبيعي، وعمد العملاء إلى إبلاغ الأمريكيين بمقتله كي تحدث هيجان لعناصرها المتواجدة خارج أفغانستان وتحقق النصر لإدارة أوباما. وأوضح غلاب أن مقتل بن لادن كان قد تم أكثر من أسبوع وتم إخفاء جثته. من جهته، وصف رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الإيمان الدكتور إسماعيل السهيلي عملية مقتل بن لادن بالحدث الكبير، بيد أنه قال إن هذا الحدث يلبي الاحتياجات الأمريكية، معربا عن أمله بأن تطوي أمريكا صفحات العداء التي عاشتها في السنوات الماضية مع العالم الإسلامي بحيث يتم بناء علاقات جديدة. وأردف السهيلي بأن انعكاسات مقتل بن لادن ستكون محدودة بفعل الثورات العربية القائمة. فيما يرى الحقوقي ناصر الملاحي أن هناك من يعتقد أن موت أسامة بن لادن سيكون له أثر سلبي، لكنه بالعكس سيكون فاتحة خير لإنهاء أزمات سابقة عاشها اليمنيون طيلة الأيام الماضية، وكان كابوسا يهدد أمن اليمن واستقراره. فيما يعتبر الحقوقي سليم علاوا «أن بن لادن يمثل رمزا قويا تغلبت عليه أمريكا وأي شخصية أخرى لا تمتلك شخصيته أبدا. فأيمن الظواهري هو الرجل الثاني في التنظيم ليس موضع ثقة وإجماع القيادات الأخرى المتفرقة في أنحاء العالم ومنها اليمن، ولن يؤثر الأمر على اليمن في ظل الثورة القائمة الآن وانشغال الناس بهموم تغيير النظام، لكن علامات الحزن بادية على أوجههم ليس لأنه قتل، ولكن للطريقة التي عمدت واشنطن إلى التخلص منه من خلال رميه في البحر، وهو ما قد يؤجج الموقف تجاه هذا العمل غير المسؤول وغير الإنساني.