يتواصل الحصار العسكري على درعا، وسط تنامي موجات الرفض الشعبي السوري لهذا الحصار، وفي تطور جديد على المشهد السياسي السوري، وقعت حوالى 700 شخصية سورية من بينها مخرجون وكتاب وصحافيون بيانا نشر على موقع فيسبوك بعنوان «من أجل أطفالنا في درعا» لمطالبة السلطات بإيقاف «الحصار الغذائي» على درعا (جنوب) المحاصرة منذ الاثنين. وطالب الموقعون على البيان «الحكومة السورية بإيقاف الحصار الغذائي المفروض على درعا وقراها منذ خمسة أيام، والذي أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلباً على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها». كما طالب البيان الذي أطلقته الكاتبة والناشطة السورية ريما فليحان الحكومة السورية «بدخول إمدادت غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية أطفال وبإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمر». وقالت فليحان في تصريح صحافي أمس «المسألة تتعلق بمطالب إنسانية، فمهما كان ما يحدث لا مبرر لحصار غذائي يدفع ثمنه الأطفال والمدنيون». من جهة أخرى، واصلت أجهزة الأمن السورية حملة اعتقالاتها في كل من حلب ودمشق، بعد مظاهرات كبيرة عمت البلاد الجمعة الماضية. في غضون ذلك، ذكر شاهد عيان أن الماء والكهرباء عادت إلى بعض القرى المحيطة بمدينة درعا. وقال عبدالله طيره، من بلدة ازرع التي تبعد حوالى 30 كم شمال مدينة درعا، إن «الماء والكهرباء عادت منذ مساء أمس بعد انقطاع دام أربعة أيام». مضيفا «إن الاتصالات الهاتفية لا زالت مقطوعة ومن المنتظر أن تعود اليوم». وذكر طبره «أن الجيش السوري كان خلال الأيام الأربعة الماضية يقوم بتوزيع الخبر والمواد الغذائية على القرى المحاصرة مجاناً». وعلى المستوى الإقليمي، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو أن بلاده ترفض تدخلا أجنبيا في سورية وتعتقد أن الانتفاضة الشعبية المستمرة في هذا البلد ينبغي أن تحل في شكل داخلي. وقال الوزير التركي في برنامج تلفزيوني كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول «علينا أن نسعى إلى تفادي هذا الاحتمال». وأضاف أن «تدخلا أجنبيا في بلد مثل سوريا له بنية اجتماعية متنوعة قد تكون له تداعيات مؤسفة».