دمشق، نيقوسيا، عمان - ا ف ب، رويترز - مع دخول الإحتجاجات المطالبة بالإصلاح أسبوعها السابع في سورية، واصل الجيش حصاره لمدينة درعا الجنوبية حيث شنت قوات الأمن حملة اعتقالات طاولت ايضاً مدناً أخرى، من بينها دوما المحاصرة. في هذه الاثناء، أعلنت أنقرة رفضها التدخل الاجنبي في سورية، في حين وصفت لندن الوضع هناك ب«غير المقبول». وتقف مدينة درعا المحاصرة لليوم السابع على التوالي، على أبواب أزمة إنسانية، إذ أكد ناشطون حقوقيون لوكالة «فرانس برس» نفاد الطعام والماء والوقود وانقطاع الكهرباء وعدم القدرة على إخلاء الجرحى أو الجثث. وقال احد السكان ان الجيش لا يسمح للرجال بالخروج من المنازل، لكنه يسمح للنساء بالخروج من أجل البحث عن الخبز. في هذا الصدد، وقع نحو 700 شخصية سورية، من بينها مخرجون وكتاب وصحافيون، بيانا نشر على موقع «فيسبوك» بعنوان «من أجل اطفالنا في درعا» طالب «الحكومة السورية بوقف الحصار الغذائي المفروض على درعا وقراها منذ خمسة أيام، والذي أدى إلى نقص المواد التموينية والضرورية لاستمرار الحياة، وأثر سلباً على الأطفال الأبرياء الذين لا يمكن أن يكونوا مندسين في أي من العصابات أو المشاريع الفتنوية بكل أنواعها». كما طالبوا «بدخول إمدادت غذائية من مواد تموينية وأدوية وأغذية أطفال وبإشراف وزارة الصحة السورية أو الهلال الأحمر». والبيان نتيجة جهود اطلقتها الكاتبة والناشطة السورية ريما فليحان التي قالت لوكالة «فرانس برس» ان «المسألة تتعلق بمطالب إنسانية، فمهما كان ما يحدث لا مبرر لحصار غذائي يدفع ثمنه الأطفال والمدنيون.... ان ما نراه على الشاشات مؤلم، لا نتحمل ألا يكون لدى الأطفال حليب وغذاء». وعن امكان الاستجابة الرسمية لمبادرتها، قالت: «راسلت وزارة الصحة عبر موقعها على الانترنت، ولم أتلق أي جواب حتى الساعة». ومن بين الموقعين على البيان الكاتبة يم مشهدي، والممثلة يارا صبري، والمخرجة رشا شربتجي، والممثلة كاريس بشار، والروائي خالد خليفة، والروائية سمر يزبك. ويتزامن تردي الوضع الانساني في درعا مع استمرار الحصار العسكري وشن حملة اعتقالات في المدينة، إذ اكد الحقوقي عبدالله ابا زيد للوكالة ان «القناصة يطلقون النار على كل شيء يتحرك»، وان «قوات مدعومة بالدبابات، تتنقل من حي لآخر وتعتقل الذكور الذين تتجاوز اعمارهم 15 عاما»، مشيرا الى استجواب العشرات منذ الاثنين الماضي. ونقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن سكان في درعا ان تعزيزات من الدبابات وصلت الى درعا امس حيث قصفت مجدداً الحي القديم في المدينة. وقال شاهد ان السكان يواصلون تحدي الجيش، ويهتفون عبر النوافذ «الله اكبر» عند المساء، فينتقل الهتاف من بيت الى بيت، ومن حارة الى اخرى، ما يثير غضب قوات الجيش، ويرفع معنويات السكان المحاصرين. وفي مدينة دوما التي تشكل مركزاً آخر للإحتجاجات على بعد 15 كيلومتراً شمال دمشق، قال ناشط ان «الجيش عزز حصاره فيما يملك لائحة بأسماء 200 شخص يسعى الى توقيفهم»، مضيفاً: «يبدو ان الجيش لن يغادر المدينة قبل توقيف هؤلاء». واشار الى «صدامات متقطعة بين السكان وقوى الامن». واكد المرصد السوري لحقوق الانسان «توقيف 150 شخصاً على الأقل» امس، خصوصا في عربين وداريا وحرستا قرب دمشق، وكذلك في القامشلي شمالا. كما دعت منظمات حقوقية سورية السلطات السورية الى اطلاق الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي، المحامي «الثمانيني» حسن اسماعيل عبد العظيم الذي اعتقلته السلطات من دون مذكرة توقيف، على الرغم من رفع حال الطوارىء في البلاد. ويعد عبد العظيم «أحد أهم الوجوه السياسية المعارضة على الساحة السورية الداخلية». في الوقت نفسه، أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان توقيف القيادي الشيوعي عمر قشاش (85 عاما) أول من امس في حلب (شمال غرب)، علماً انه سبق ان سجن مراراً. وافادت مصادر كردية مساء ان السلطات السورية اعتقلت شخصيتين كرديتين في القامشلي، دعتا الى التظاهر من اجل الديموقراطية. وتواصلت ردود الفعل الدولية والاقليمية على الوضع في سورية، اذ ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون «بالوضع غير المقبول». وقال في مقابلة مع تلفزيون «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي): «من المخزي وغير المقبول ان يقتل هذا النظام هذا العدد من مواطنيه»، وإن اعتبر ان الوضع «يختلف» عن وضع ليبيا حيث ينفذ الحلف الاطلسي غارات جوية. في المقابل، اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو امس ان بلاده ترفض تدخلاً أجنبياً في سورية، وتعتقد بان الانتفاضة الشعبية المستمرة في هذا البلد ينبغي ان تحل داخليا.