لم يشعر الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله رئيس الاتحاد السعودي للسباحة، للحظة واحدة أن الكأس سيغادر أرض الوطن، خاصة بعد المكالمة التي أجرتها ابنته الأميرة هيفاء التي لم تدخل ربيعها السابع، عقب الهدف الإيراني الثالث في مرمى المنتخب السعودي، حيث أكدت لوالدها فوز المنتخب قبل أن تنهي مكالمتها، موضحا أنه كان ينتظر ساعة الحسم وأنه على يقين كبير في قدرات اللاعبين السعوديين في حسم الأمور لصالحهم بعد أن لمست منهم الإصرار والتحدي على تحقيق اللقب لأول مرة في تاريخ اللعبة، كاشفا أن جميع اللاعبين تعاهدوا أمامه على أن لا يخيبوا ظن الشعب السعودي في هذه المباراة وأن النصر سيكون حليفهم، واصفا أن ما قدمه المنتخب السعودي لكرة الماء في هذه البطولة ب «المستوى الرائع»، معتبرا أن هذه خطوة في طريق الألف ميل، منوها إلى أن الأمور تحتاج إلى جهد أكثر ومواصلة العمل من أجل المحافظة على هذا الإنجاز، ليكون في طليعة المنتخبات العالمية الكبيرة، وقال: الحمد لله على تحقيق لقب البطولة، وفخور بهذا الشيء لأن اللاعبين استشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم وقدموا جل ما لديهم من عطاء من أجل سمعة وطنهم وبلدهم ومن أجل أن نثبت للجميع أننا قادرون على المنافسة، وأكد الأمير عبدالعزيز أن كل ما تحقق ما كان ليحدث لو لم تكن هناك وقفة ومساندة ومتابعة مستمرة من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، والذي سخر كل الإمكانيات من أجل أن يكون المنتخب السعودي لكرة الماء في المكان المشرف له، واستطرد الأمير عبدالعزيز قائلا: لا يعني هذا الإنجاز أننا سنتوقف عند هذا اللقب فالمسألة لا زالت في البداية ونحن سنواصل العمل وسنطلق المشروع الخاص بكرة الماء السعودية والذي أعلن عنه الرئيس العام لرعاية الشباب في افتتاح البطولة وستكون هناك برامج ومواضيع لكرة الماء إن شاء الله وسترون نتائجه في القريب العاجل، معتبرا اللقب أقل هدية تقدم إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين على الدعم اللامحدود الذي يجده شباب هذا الوطن وخاصة الرياضيين المميزين، مثمنا دور الجماهير السعودية في تحفيز اللاعبين والتي كان لها الأثر الأكبر في تحقيق اللقب. نظام عسكري تمنى فسكو مدرب المنتخب السعودي لكرة الماء أن يعي اللاعبون لماذا كنت قاسيا عليهم طوال الفترة الماضية وحرمانهم من أجهزة الاتصال الحديثة من أجهزة كمبيوتر ولاب توب وآي فون والبلاك بيري، كاشفا أن لحظة الانتصار ببطولة العالم لها قيمة غالية، خاصة وأنك تمثل وطنك وهذه الرسالة وجهتها للاعبين، واستوعبوها سريعا خاصة وأنهم ينتمون بشكل كبير بوطنهم وهذا ما سهل استيعابهم لأوامري القاسية عليهم في فترة الإعداد وبعد وصولهم إلى المركز الأول وتتويج اللقب عرفوا أنني على حق في قسوتي عليهم، كاشفا أن كرة الماء السعودية تسابق الزمن من أجل منافسة منتخبات كبيرة وهذا يدل على الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون في السعودية لهذه اللعبة، مشيرا إلى أن اللاعب السعودي لديه القدرة والرغبة والحماس لتقديم نفسه بشكل رائع في هذه اللعبة، واستطاع المنتخب السعودي أن يكون منافسا شرسا لمنتخبات عالمية أوروبية ولكن بشرط المحافظة على هذه الكوكبة من النجوم وإعطائها الاهتمام الكبير وتقديم برامج إعدادية لها ولعب مباريات والمشاركة في بطولات متعددة من أجل المحافظة عليها، منوها إلى أن تثقيف النشء الصغير وضرورة توعيته بأهمية هذه اللعبة تأتي ضمن الاستراتيجيات التي يجب أن تنتهجها رعاية الشباب في السعودية من أجل بناء جيل قوي ومتمرس وقادر على السير قدما بخطى ثابتة، معتبرا أن الوصول للقمة سهل ولكن المحافظة عليها صعب جدا، وكسب فسكو الرهان على أن يتوج المنتخب السعودي بطل هذه البطولة، رابطا ذلك بقدرة لاعبي المنتخب السعودي على تحقيق اللقب متى ما تسلحوا بالحماس والروح واللعب الجماعي، وأن تقدم إيران بثلاثة أهداف لم يهز ثقته في اللاعبين. مكالمة نواف كشف قائد المنتخب السعودي وحارسه بندر الزهراني، عن أن الاجتماع الذي دار في الدور السابع من مقر إقامة البعثة السعودية رسم سيناريو الفوز باللقب، خاصة اتصال الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وهو في رحلته العملية في العاصمة القطرية الدوحة، والتي حفزت اللاعبين وفجرت طاقاتهم في اللقاء، خاصة بعد تذكيرهم بكلماته قبل دخول اللاعبين الشوط الثاني والذي شهد تفوقا سعوديا بعد قلب النتيجة لصالحهم، مؤكدا أنه وزملاءه أثبتوا للعالم أن المنتخب السعودي منتخب قوي وقادر على تحقيق لقب البطولة، وذلك من خلال المستويات الرائعة التي قدموها في البطولة، وهذا الشيء لم يأت من فراغ ولكن من خلال عمل متواصل ومعسكر طويل سبق البطولة، وأضاف الزهراني: المتابعة المستمرة والدعم الكبير الذي وجدناه من قبل صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن فهد وتقديمه كافة الأشياء التي كنا نحتاجها قبل وأثناء البطولة جعلتنا نبادله الجميل بمثله فأي عمل لن يكتمل ما لم يكن هناك تعاون وتآلف من الجميع. السعودية من فئة «أ» عبر مارتنيز عضو الاتحاد الدولي لكرة الماء عن سعادته لما شاهده من تطور كبير في المنشآت الخاصة بلعبة كرة الماء في السعودية، إضافة إلى المستوى الكبير الذي قدمه المنتخب السعودي في نهائي بطولة العالم لكرة الماء والذي أجبره على أن يصنف مستوى السعودية من فئة (أ) على حد تعبيره، وقال: سعيد بتواجدي بينكم هنا في المملكة العربية السعودية والحقيقة أرى عملا جبارا وأنا منبهر مما أشاهده من تفاعل جميع اللجان العاملة وكذلك الحال من المستوى الفني لجميع المنتخبات المشاركة إلى درجة أن المستويات متقاربة جدا بين المنتخبات ال 12 المشاركة، ولو أنني أرى أن المنتخب السعودي هو الأميز بينها مضيفا: هذه البطولة تشكل أحد الركائز الأساسية لتدعيم كرة الماء في السعودية، خاصة بعد مشاهدتي لمستوى السعودية في النهائي فإنني أصنف المنتخب السعودي في المستويات الأولى لفئة (أ) وهذا يدل على أن لاعبي المنتخب السعودي يستشعرون مدى أهمية هذه اللعبة إضافة إلى حبهم لها ورغبتهم في تقديم المستويات المشرفة لبلدهم، ونوه إلى أن كرة الماء في قارة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية متقاربة وتصنف مستويات هذه القارات من مستوى فئة (ب) و(ج) ولكن المنتخب السعودي ومن خلال ما قدمه في هذه البطولة يعتبر مستواه مقاربا جدا إلى مستوى المنتخبات في أوروبا وهم أصحاب الفئة (أ) ولكنهم يحتاجون أي (المنتخب السعودي) للمحافظة على هذا الرتم والعمل الجاد والمتواصل وتدعيم هذه اللعبة المميزة وإنشاء مسابح كثيرة وترسيخ مفهوم أهمية لعبة كرة الماء، مؤكدا إلى ضرورة المشاركة مع المنتخبات الخليجية والعربية والآسيوية ولعب مباريات مع المنتخبات الأوروبية للمحافظة على هذا المستوى التصاعدي. القلب النابض النجاح الذي تحقق لبطولة العالم الدولية لكرة الماء التي تستضيفها المملكة كان له عدة أوجه تتمثل في العديد من اللجان التنظيمية، لجان المتابعة، لجان الاستقبال والضيافة، اللجان الإعلامية، اللجان الأمنية واللجان المرافقة، وهي لجان لها دور فاعل ومؤثر بحكم أنها تقع على عاتقها مهمة المرافقة وتعريف الضيوف بمعالم البلاد وتاريخها وإرثها وموروثاته وثقافاتها وحضاراتها. ولكن تبقى الحقيقة الماثلة والتي لا تخفى على أي متابع أو مواكب لهذه البطولة هي ارتباط هذه النجاحات بالجهود الكبيرة التي تبذل من قبل الأمير الإنسان عبدالعزيز بن فهد بن عبد الله آل سعود رئيس الاتحاد السعودي للسباحة ورئيس اللجنة المنظمة العليا لبطولة العالم حيث توج اللقب جهود العاملين في هذه البطولة بالنجاح الكبير الذي سيحسب دون شك للنجاحات المتعددة التي سطرها رجال المملكة في شتى المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية والعلمية وغيرها، وهم يحملون هموم الوطن فوق أكفهم، والمتابع لعمل اللجان المختلفة كل على حدة يجد أن في كل لجنة بصمة واضحة لهذا الرجل الذي يعشق العمل العام وبخاصة العمل الذي يتعلق باسم المملكة العربية السعودية وسمعتها وتاريخها ومكانتها الريادية فتجده يضاعف الجهود ويكثف الاهتمام سعيا إلى تجويد العمل والارتقاء به بالصورة المشرفة التي تجعله مقبولا شكلا ومضمونا عند ضيوف البلاد الذين سيحملون الانطباع الحسن عن المملكة العربية السعودية وأبنائها في رحلة العودة إلى بلدانهم، وكان حرص الأمير عبدالعزيز بن فهد واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار وهو يواصل الليل بالنهار ويتابع كل كبيرة وصغيرة في المسبح الدولي وفي الفنادق التي تقيم بها الوفود وفي الاجتماعات المستمرة التي تأتي من قبله لمتابعة كل الأحداث أولا بأول، ونستطيع أن نقول أن الأمير عبدالعزيز بخبرته وتمرسه وسعة أفقه ومتابعته الدقيقة لكل الأحداث كان عاملا مهما بل أكثر أهمية لكل النجاحات التي تحققت فهو يمثل القلب النابض للبطولة والرئة التي يتنفس بها الآخرون الذين استمدوا نجاحاتهم بفضل توجيهاته ومتابعته. مباركة الفوز أبدى مسؤولو المنتخبات المشاركة في بطولة العالم لكرة الماء إعجابهم بنجاح البطولة على كافة المستويات، وأكدوا أن للإعداد المسبق من اللجنة المنظمة الأثر الكبير في نجاحها، مباركين فوز المنتخب السعودي بلقبها، وأن الحضور الجماهيري في اللقاء الختامي الذي جمع المنتخب السعودي بنظيره الإيراني، أضاف الشيء الكثير على حد تعبيرهم للمباراة التي استمتعوا بها وأعطى هذا الحضور طابعا خاصا للنهائي، ولم يستغرب اللاعبون هذا الحضور الجماهيري، خاصة أن لعبة كرة الماء تجمع بين لعبتين هي السباحة وكرة اليد مطالبين بأن لا تطغى كرة القدم وجماهيريتها على المشجع السعودي. وامتدح مشاركون في البطولة مقر البعثات، مؤكدين بأنه كان موقعا تتوافر فيه كافة وسائل واحتياجات اللاعبين إضافة إلى الفخامة الفندقية وتقديم الوجبات العالمية التي تناسب كافة اللاعبين. وعلى مستوى التنظيم داخل الصالة الرياضية الحاضنة لمباريات البطولة، قال مدير الصالة الخضراء عبدالعزيز الحربي: قمنا بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في سبيل إنجاح البطولة من حيث توفير المقر وتجهيز المسبح وتوفير كافة الوسائل التي يحتاج إليها اللاعبون، مضيفا أن البطولة حتى اليوم «الختامي» لم يقم أحد من المنتخبات بتسجيل ملاحظات على التنظيم، معتبرا أن البطولة سارت إلى بر الأمان.