في الوقت الذي ما زال يجري وسطاء قبليون وحكوميون مفاوضات متواصلة ومضنية مع عدد من الخاطفين في منطقة السريرين، للإفراج عن الدبلوماسي السعودي سعيد المالكي المحتجز لدى أفراد من ثلاث قبائل يمنية في منطقة بني ضبيان في محافظة صنعاء منذ السبت الماضي، أفصح مصدر قبلي عضو في لجنة الوساطة ل«عكاظ» أن الخاطفين طالبوا بمبلغ يقدر بخمسة ملايين ريال سعودي، بحسب الوكالة الممنوحة لهم من شخص من أبناء منطقة يافع في محافظة لحج، الذي يدعي أن المبلغ لدى أحد المواطنين السعوديين؛ بهدف ممارسة الضغط على الدبوماسي السعودي المالكي لكي تعمل السلطات السعودية بدورها للضغط على المواطن السعودي لدفع هذه المبالغ. وأوضح المصدر أن هناك معلومات عن سحب اليافعي للوكالة التي منحها للخاطفين؛ بهدف متابعة قضيته في سفارة المملكة في صنعاء جراء إقدامهم على خطف الدبلوماسي الذي لا تمت لقضيته بأية صلة سوى أنها أثرت عليها. وأشار المصدر إلى أن الوسطاء يبذلون جهودا متواصلة، ليل نهار للإفراج عن الدبلوماسي سعيد المالكي، مؤكدا أن الخاطفين في نهاية الأمر سيرضخون للجنة الوسطاء المشكلة من مشايخ من أبناء تلك المديرية، بالإضافة إلى مدير عام المديرية ووكيل محافظة الضالع وهو أحد أبناء بني ضبيان وأحد مشايخها. من جهة أخرى، أكدت مصادر وزارة الخارجية السعودية في تصريحات ل«عكاظ» أن الوزارة مستمرة في الاتصال مع كافة السلطات المعنية اليمنية؛ بهدف سرعة الإفراج عن المالكي، موضحا أن سلامة وأمن المالكي في أولوية المفاوضين اليمنيين. من جهته، أفاد ناصر شريف أحد مشايخ قبائل بني ضبيان ل«عكاظ» أن قبيلته ترفض عملية الاختطاف شكلا ومضمونا، موضحا أن الجهود متواصلة للإفراج عن المالكي. واضاف أن تلكؤ الخاطفين وانتقالهم من مكان إلى مكان ليلا ساهم في صعوبة تعقبهم. وكان آخر اختطاف قامت بها عناصر قبلية ينتمون إلى قبيلة بني ضبيان في شهر أبريل 2009م لزوجين هولنديين يقيمان في اليمن ويعملان في مشروع مياه في محافظة تعز على أيدي مسلحين من قبيلة آل سراج، إحدى قبائل بني ظبيان لمطالبة السلطة بتعويضهم عن إطلاق قوات الأمن النار على أفراد من القبيلة في نقطة أمنية. ويعتمد الخاطفون في عملياتهم للضغط على السلطات بتنفيذ؛ مطالبا لهم سواء أكانت تنموية أم غيرها من مياه وكهرباء أو في أية قضية لم ينصفهم القضاء فيها.