عاد «قائد» لص مكتب الاستشارات الهندسية في شارع التحلية إلى مسرح جريمته للتأكد من هدوء الأحوال، لكن عودته كانت بداية سقوطه في يد شرطة جدة واقتياده إلى التوقيف تحت تهمة التخطيط لتنفيذ جريمة الاعتداء على مكتب استثماري، وكانت وحدة الأموال في شعبة التحريات والبحث الجنائي تتبعت خطوات المتهم بعد بلاغ رسمي من مسؤولى الشركة عن مجهول اخترق الباب الرئيس وحطم الخزانة الحديدية وسرق مبالغ كبيرة بمختلف العملات مع صور وبيانات لمخططات مشاريع هامة، وأفادت معلومات جديدة وصلت إلى الأجهزة الأمنية أن ذات الجريمة تكررت في موقع قريب، فتحرك فريق المحققين ورجال الأدلة إلى مسرح الجريمة لرفع البصمات والدلائل كما انتشرت مصادر سرية من وحدة مكافحة جرائم الأموال في محيط مسرح الحدث، وتوصل الأمن إلى أول الخيوط عندما تم رصد رجل في مقتبل العمر يطوف حول مسرح الجريمة ويسترق السمع لأحاديث وحوارات رجال الأمن كما تنبه مصدر سري إلى المشتبه الذي ظل يضع يديه في جيب بنطاله قبل أن يغادر الموقع في ارتباك ظاهر، لكن رجال الأمن لحقوا به وأخضعوه للاستجواب الروتيني، فتبين أنه من مخالفي العمرة وبتفتيشه عثروا على مبالغ مالية بمختلف العملات ولم يستطع تبرير أسباب وجود المال معه أو تحديد مصدره، فحاصره رجال الأمن بسيل من الأسئلة لينهار معترفا بجريمته. وقال المتهم قائد للمحققين إنه ظل يراقب الهدف منذ أكثر من شهر قبل أن يبدأ في التنفيذ. وأشار إلى أنه ظل مهموما بمصيره حال اكتشاف فعلته فقرر زيارة مسرح الجريمة لمزيد من الاطمئنان. وقال المتحدث الرسمي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق إن المتهم قيد التحري والتحقيق، مشيرا إلى أن سقوط المتهم جاء بعد أقل من 18 ساعة من الجريمة.