ذهب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إلى التأكيد بأن تنحي الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح من السلطة يعتبر شأنا يمنيا داخليا بحتا، ومرتبطا بما يجرى حاليا حوله من مفاوضات يمنية داخلية، ومبادرات خليجية مع الأطراف المختلفة. وأفاد المتحدث، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في حوار مع «عكاظ» أن الولاياتالمتحدة تسعى من جانبها على العمل لحقن دماء اليمنيين، موضحا أن خروج الرئيس صالح من السلطة لم يعد مطلبا شعبيا فحسب، بل مطلب كل القوى السياسية في اليمن، وعلى الأخير التنحي عن السلطة باعتباره مطلبا شعبيا لا يمكن تجاهله. وحول تطورات الأوضاع في ليبيا، ألمح إلى أن القذافي ونظامه فقدا الشرعية تماما، ويتعين عليه مغادرة موقعه على نحو فوري، والسماح للشعب بتحديد مستقبله بنفسه دون وصاية من أحد. واسترسل أن واشنطن تؤمن أن قوات ال«ناتو» مازالت تقدم الكثير من أجل حماية المدنيين، وتقويض وانهاك قوات القذافي، مشيرا إلى أن واشنطن ستواصل تأييدها للعمليات العسكرية لحلف الأطلسي، وعلى زيادة المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة للشعب الليبي. وأكد أن قوات ال«ناتو» تعمل على تنفيذ القرار 1973 الخاص بمجلس الأمن الدولي لحماية الشعب الليبي من قوات القذافي. وحول اعتقاده عما إذا كان القذافي وعائلته سيلجأون إلى الخارج، قال«تركيزنا الآن لا يمتد إلى هذا الاتجاه وللمكان الذي سيقصده القذافي هو وعائلته إذا ما قرر أو فرض عليه الخروج من ليبيا، الأمر هو أن يترك القذافي السلطة فورا». ورفض المتحدث باسم الخارجية الإجابة على سؤال حول إمكانية تقسيم ليبيا إلى شطرين، شطر شرقي للثوار وغربي للموالين للقذافي، ولكنه أوضح بأن مثل هذه الأسئلة كانت مطروحة في وسائل الإعلام الأمريكية، ونعتقد بأن هذه مسائل افتراضية، وليس لها واقع حقيقي على الأرض. وعن التطورات على الساحة السورية، أفاد أن واشنطن ترى أن من حق الشعب السوري التعبير عن قضاياه، خاصة إذا ما كانت هذه القضايا تتعلق بضرورة القيام بإصلاحات من جانب الحكومة. وزاد أن السلطات الأمنية عمدت إلى قمع المتظاهرين وقتل وجرح العشرات منهم، وهذا أمر يقلق الولاياتالمتحدة، بيد أنه نوه بالمواقف الإيجابية للرئيس الأسد إزاء إلغاء العمل بقانون الطوارئ، وتعهده التحرك بسرعة أكبر للمضى في طريق الاصلاحات. واعتبر أن رفع قانون الطوارئ خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح، موضحا أن الشعب السوري في حاجة أيضا إلى زخم كبير من الإصلاحات القانونية والقضائية. وتطرق المتحدث إلى عودة الهدوء فى البحرين، قائلا: إن بلاده تؤيد الحوار والمصالحة بين الشعب والحكومة في البحرين، مؤكدا أن المنامة تعمل بجد نحو تحقيق الإصلاح السياسي وتحقيق مطالب الشعب. وتناول بالتعليق حيال مايجري في مصر وتونس بعد تحقيق مطالب شعبيهما، مقرا أن مستقبل هذين البلدين رهن التطوارت التي يصنعها كلا الشعبين في الحقبة الحالية والمقبلة، إذ أن الولاياتالمتحدة وضعت كل إمكانياتها لمساندة الشعبين، وستعمل على دعم برامج تساعد بموجبها هاتين الدولتين في تبني أبعاد وتطبيق الديمقراطية في مراحل النمو المتلاحقة، وذلك على غرار برامج الديمقراطية التي تساهم بها الولاياتالمتحدة في مساعدة بلدان أخرى، منها على سبيل المثال: الهند، حيث تتبنى هذه البرامج عملية ضبط إيقاع الأحزاب وكيفية الدخول إلى العملية الانتخابية بشفافية كاملة. وأكد أن مكتب وزارة الخارجية الأمريكية المسؤول عن مبادرة الشراكة الشرق أوسطية، وهو المكتب المعروف باسم (ميبي) يتولى حاليا دعم كل من مصر وتونس في خطط مقدمة للبلدين بهدف بناء المؤسسات الديمقراطية اللازمة لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، ودعم النمو الاقتصادي على نطاق واسع. وخلص المسؤول إلى أن هذه الخطط والمبادرات، تعكس مدى أهمية مبادرة الشراكة الشرق أوسطية والعمل على رفع قدرتها للاستجابة بسرعة للاحتياجات الاستراتيجية في كل من مصر وتونس خلال هذه الفترة التاريخية التي تمران بها في مرحلتيهما الانتقالية.