اليوم السبت ستنطلق اللجنة العامة للانتخابات البلدية التي يرأسها الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الدهمش بقيد الناخبين الذين سيقومون من خلال اللجان المختصة بانتخاب أعضاء المجالس البلدية. فأي مجلس يا ترى نريد؟ ومن هو الذي يمكن أن يكون صوتاً أميناً لمن يمثلهم؟ وما هو الدور الذي يعول عليه المسؤول والمواطن لأن يقوم به عضو المجلس البلدي؟ أسئلة كثيرة يتداولها المجتمع عن المجالس البلدية، وعدم وجود أهمية لقيامها إن استمر أداؤها بالمستوى نفسه الذي كان عليه عملها في الدورة الأولى، والذي لم يزد على كونه مجرد مستشار لا يستشار لأمين المدينة! أو هو مجرد جهاز يتبع الأمانة يسعد أعضاؤه إن توفر لهم لقاء الأمين ليقضي معظمهم مصالحه الخاصة خلال الاجتماع! هذا في الوقت الذي يتطلع المواطنون لأن يأخذ المجلس البلدي بما أعطاه النظام من صلاحيات تمكنه من إفادة الأمين بالرأي والعمل على تحقيق مطالب المواطنين من خلال الميزانية التي يشارك في وضعها، ويفرض قراره على الأمانة التي لا بد أن تأخذ بما يقرره المجلس البلدي لأنه صاحب قرار وليس مستشارا، وإلا فلا داعي لوجوده، خاصة أن من به من الأعضاء يفترض أن يكونوا أصحاب رأي وخبرة وأساتذة ومهندسين واستشاريين، وهذا ما يوجب على من سيقومون باختيار أعضاء المجالس البلدية أن يختاروا القوي الأمين، وصاحب الرأي المعين، وهذا بالطبع لا يتم إلا بأن يتم اختيار هذه الشخصيات من المرشحين أنفسهم للقيام بمسؤولياتهم والإسهام في عمليات الإصلاح والتطوير من خلال عضويتهم في المجلس البلدي، وأذكر بهذه المناسبة أنه عندما تعين الأستاذ عبدالله عريف أميناً للعاصمة المقدسة وتبين له امتناع الأستاذ حسين سرحان عضو المجلس البلدي عن «محلة المعابدة» عن حضور اجتماعات المجلس فما كان منه إلا أن أوقف العريف صرف مكافأة السرحان التي هي في حدود ألفي ريال، الأمر الذي دفع بالأستاذ سرحان بالكتابة لجلالة الملك فيصل رسالة يعلمه فيها: «أن صديقه العريف قد قطع عنه مكافأة المجلس فجاءه الجواب: لا عتب على العريف وإنما العتب عليك أنت المثقف لمقاطعتك اجتماعات المجلس البلدي الذي يمكن أن يخدم المجتمع ويحقق له تطلعاته». رحم الله الجميع وتغمدهم برحمته. ومما أذكر أيضاً أن معالي المهندس محمد سعيد فارسي بعدما تولى أمانة جدة قام بجولات على المحلات ثم اجتمع ببعض أهل الرأي فيها فكان أن كتبت على صفحات هذه الجريدة بالعدد 6742 وتاريخ 5/3/1405ه مقالا مطولا جاء في خاتمته: «إن اجتماعات كهذه لا بد أن تسفر عن معطيات يتطلع إليها المواطنون، خاصة بعدما تجمدت نشاطات المجلس البلدي وتوقفت اجتماعاته التقليدية التي لم تكن تغني ولا تسمن من جوع». وعلى إثر ذلك تلقيت من سعادة الأستاذ الكبير صالح محمد جمال رحمه الله، تعقيباً نشر بهذه الصحيفة في العدد 6754 جاء فيه: «أشاد أخي الأستاذ عبدالله عمر خياط في «عكاظ» الغراء بالأسلوب الجديد الذي اتخذه الأخ المهندس محمد سعيد فارسي بالاجتماع ببعض رجالات المحلات وعمدهم والتشاور معهم والتباحث في أمر احتياجات محلاتهم ومشروعاتها، ومع احترامي لرأي الأخوين الكريمين الخياط والفارسي وتقديري لهما شخصياً أود أن أدلي برأيي في هذه القضية؛ فالمعروف أن في جدة مجلساً بلدياً يمثل جميع محلات جدة أنشئ أساساً كغيره من المجالس البلدية في المملكة من أجل القيام بهذه المهمة؛ أي الاستفادة من خبرات أعضائه وتجاربهم والتعرف بواسطتهم على أحوال محلاتهم التي يمثلونها وحاجاتها ومشروعاتها ونظام المجالس البلدية صريح في ذلك وملزم لكل البلديات والأمانات بالرجوع إلى المجلس البلدي في كل مدينة؛ لأن أعضاء المجلس يمثلون سكان محلاتهم كما أسلفت». والواقع أن ما كتبه الأستاذ صالح محمد جمال تغمده الله برحمته، هو عين الحقيقة، ولكن المهم أن يكون أعضاء المجلس على مستوى المسؤولية بمواجهة أمين المدينة وعدم الاكتفاء بتقديم المشورة. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة