أكد الأمير الدكتور خالد بن فيصل آل سعود وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي في حوار مع «عكاظ» أن نجاح تجربة الأنشطة الثقافية في جدة قد يشجع على تعميمها في بعض المدن الأخرى في المستقبل. وأشار إلى أن الحضور الكبير في أروقة المهرجان الذي عقد في جامعة الملك عبدالعزيز يؤكد تعطش الناس في المناطق الأخرى للتفاعل المباشر مع فعاليات الجنادرية عن قرب، كما أوضح أن أنشطة سوق عكاظ تختلف عن برامج الجنادرية، ويفضل أن يبقى كل منهما في سياقه.. وإلى نص الحوار: • ماذا تعني لكم الرعاية السنوية من خادم الحرمين الشريفين لمهرجان الجنادرية؟ لا غرابة في ذلك، فسيدي خادم الحرمين الشريفين هو صاحب فكرة المهرجان، وهو حفظه الله من أولى جل اهتمامه ورعايته للمهرجان منذ انطلاقته الأولى وحتى الآن، ونحن في الحرس الوطني نتشرف بهذه الرعاية الملكية الكريمة بصفتنا المنظمين سنويا لمهرجان الجنادرية. أنشطة مستحدثة • كيف جرت الاستعدادات لتنظيم الفعاليات الثقافية للمهرجان في جدة هذا العام؟ جرت العديد من الاجتماعات من مسؤولي جامعة الملك عبدالعزيز والنادي الأدبي في جدة منذ فترة زمنية كافية، وتمت مناقشة جدول الأعمال وطبيعة الأنشطة الثقافية والتراثية التي تعتزم الجامعة والنادي تنظيمها، ولقد لمسنا الجهود الكبيرة والنجاح الباهر الذي حققته جامعة المؤسس في استضافتها لإحدى ندوات جنادرية 25 العام الماضي على إثر استحداث أنشطة ثقافية في عدد من الجامعات خارج مدينة الرياض تحت مظلة المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وتكرر ذلك بإسناد تنظيم إحدى الندوات الفكرية لمهرجان الجنادرية 26 لهذا العام إلى جامعة الملك عبدالعزيز للمرة الثانية على التوالي، وجامعة الملك عبدالعزيز جامعة رائدة لاحتضان وتنظيم الكثير من الندوات الفكرية والعلمية، لما تتمتع به من خبرات وكفاءات علمية بارزة، وكذلك تنظيم أمسية شعرية في مقر النادي الأدبي في جدة. لوحات فلكلوية • ما هي الأنشطة التي أقيمت في جدة ضمن مهرجان الجنادرية؟ الأنشطة شملت ندوتين ثقافيتين، الأولى «الغرب والإسلام فوبيا» في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في الجامعة، وصاحبها معرض (مملكة الإنسانية وملك السلام) على مدى ثلاثة أيام في الجامعة، وأربعة أخرى في سوق «رد سي مول»، بالإضافة إلى أمسية تراثية يتخللها عروض ولوحات فلكلورية لطلاب الجامعة في كلية علوم البحار، إلى جانب التنسيق مع نادي جدة الأدبي لتنظيم أمسية شعرية تحت مظلة المهرجان، ولعل اختيار نادي جدة الأدبي من قبل المسؤولين في الحرس الوطني لتنظيم إحدى فعاليات الأمسيات الشعرية لمهرجان جنادرية 26، يؤكد ما وصل إليه النادي من مستوى عال لاستضافة وتنظيم مثل هذه الأمسيات الثقافية. تنوع وتطوير • ما أبرز الإيجابيات التي لمستموها من خلال الفعاليات الثقافية التي أقيمت في المنطقة الغربية؟ أولها أن فعاليات المهرجان أخذت منحى إيجابيا ملموسا في اتساع نطاق أنشطة المهرجان لتشمل مختلف مناطق المملكة نحو التنوع والتطوير والمشاركة من خارج مدينة الرياض، وهذا شيء إيجابي بلا شك، فالناس في المناطق الأخرى متعطشة إلى التفاعل المباشر مع فعاليات الجنادرية عن قرب. وقد وافق القائمون على المهرجان وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بالتعاون مع عدد مختار من المؤسسات العلمية والفكرية بتنظيم العديد من الندوات العلمية والأنشطة الفكرية بمختلف مناطق المملكة تحت مظلة المهرجان خارج مدينة الرياض، مما ساهم في إثراء المهرجان واتساع نطاقه الجغرافي. الأنشطة الثقافية • كيف ترون المشاركات الثقافية في مهرجان الجنادرية 26؟ هذا العام شهد تميزا في العديد من الفعاليات والأنشطة، حيث دعي لها أكثر من 200 مفكر وأديب من مختلف دول العالم للمشاركة في إثراء النشاط الثقافي الذي سيشمل إقامة العديد من الأنشطة في عدة مدن تناقش محاور ثقافية مختلفة، ولعل ما حققه المهرجان من نجاحات يعود بفضل الله أولا ثم رعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، ومتابعة رئيس الحرس الوطني بكل ما من شأنه تطور أنشطة المهرجان المختلفة، وسيواصل المهرجان رسالته في تعميق العلاقة بين ماضي الأمة وحاضرها، وتفاعله مع القضايا الملحة التي تهم الأمتين العربية والإسلامية عبر برامج وفعاليات ثقافية وتراثية متنوعة. • هل سنرى مشاركات نسائية في جدة في الأعوام القادمة جنبا إلى جنب مع الفعاليات الثقافية الرجالية الحالية؟ للمرأة في هذا الوطن مكانتها المقدرة على كافة الأصعدة وقد حظيت بنصيب من المشاركات في العديد من مهرجانات الجنادرية. تجدد الافكار • من وجهة نظركم هل يمكن أن يتضمن المهرجان في مستقبل الأيام على مسابقة شعرية سواء (فصحى أو نبطية) على مستوى الوطن العربي؟ المهرجان الوطني للتراث والثقافة يحتوي على العديد من المشاركات الشعرية سواء كانت فصحى أو نبطية مما يدفعه إلى التطور عاما بعد عام، وطبيعة الأنشطة ونوعيتها تتجدد باستمرار في أفكارها وأساليبها وأطروحاتها. • على غرار ما تم في جدة، هل يمكن استضافة أنشطة من الجنادرية في الأعوام القادمة في باقي مدن المنطقة الغربية؟ لاشك أن برنامج المهرجان الثقافي يسير بخطوات موزونة ومخطط له، حسب ما يراه المسؤولون عن المهرجان وفي مقدمتهم سمو رئيس الحرس الوطني، ولا أستبعد مستقبلا أن تتوسع التجربة لتعم مدن أخرى كالطائف والمدينة المنورة خصوصا بعد النجاح الذي حققه المهرجان في كل من جامعة الملك عبدالعزيز جامعة أم القرى. • برأيكم هل من الممكن أن يتم استيعاب مهرجان سوق عكاظ في محافظة الطائف ضمن فعاليات الجنادرية أو الاستفادة منه بطريقة أو أخرى؟ قد يكون ذلك.. ولكنني أعتقد أن طبيعة الأنشطة في سوق عكاظ تختلف إلى حد كبير عن طبيعتها في الجنادرية، وبالتالي فمن الأفضل أن يبقى كل منهما منفصلا عن الآخر ومتميزا باسمه وأنشطته وتوقيتاته.