قبل أسابيع تناول عدد من كتاب الصحافة المحلية قضية الحكم على أحد الأشخاص بالسجن جراء إدانته بسرقة (عصعص) دجاجة، وشرق الكتاب في تناولهم لهذا القضية وغربوا، قبل أن نكتشف جميعا أن الخبر غير صحيح، وأنه لم يكن ثمة حكم على شخص بسرقة (عصعص) دجاجة، ويبدو أننا في الصحافة الرياضية نواجه هذه الأيام حالة مشابهة وأعني بها قضية تقبيل لاعب الهلال «رادوي» للصليب الموشوم على ذراعه بعد تسجيله أحد الأهداف، وهي القضية التي تناولتها أنا في هذا العمود مرتين استنادا على خبر نشر على نطاق واسع في الصحافة الإلكترونية، واستنادا على خطاب وجهته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وتابعته الصحف المحلية، ولكن يبدو أننا وقعنا فيما وقع فيه زملاؤنا كتاب الصحافة المحلية في قضية (عصعص) الدجاجة، فرئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد نفى نفيا قطعيا عبر أكثر من وسيلة إعلامية أن يكون اللاعب «رادوي» قام بتقبيل الصليب أمام الجمهور، وتلقيت الأحد الماضي اتصالا من سموه تحدى فيه أن يثبت أحد الواقعة المزعومة، نافيا أن يكون اللاعب قام بهذا الفعل، وقال سموه إن إدارة الهلال هي من ستعاقبه لو فعل، كما فعلت عندما ارتكب أخطاء أخرى، وتلقيت على بريدي الإلكتروني عددا من رسائل القراء ينفون صحة المعلومة، وعلى موقع الجريدة وتعليقا على مقال الأحد الماضي نفى العديد من القراء حدوث هذا الأمر من لاعب الهلال «رادوي»، وتحدوني بدورهم أن أثبت ما نسب لهذا اللاعب، وعليه أقول إنه حتى الآن (على الأقل) يبدو لي أن الخبر غير صحيح في ظل عدم وجود دليل يثبت صحة الواقعة، وأعترف هنا أنني وبعد اتصال سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد حاولت بقدر ما سمح لي الوقت أن أعثر على الدليل واستعرضت عددا من الأهداف التي سجلها «رادوي» والموثقة على موقع «يو تيوب» لعلي أكسب التحدي مع سموه وأقدم الدليل إلا أنني لم أشاهد في أي من هذه التسجيلات اللاعب «رادوي» يقبل الصليب عقب تسجيله للأهداف كما قيل في بادئ الأمر، وأتمنى على كل من يملك تسجيلا يثبت أن «رادوي» أقدم على هذا الفعل أن يرفعه على الشبكة العالمية ويزودني بالرابط. وحتى يحدث ذلك بوسعي القول إننا وقعنا نحن كتاب الصحافة الرياضية في هذه القضية فيما وقع فيه زملاؤنا في قضية «عصعص» الدجاجة. مؤكدا هنا أن لا مصلحة لنا في أن ننسب لرادوي عملا لم يقم به أصلا، فهذا اللاعب يملك سجلا حافلا من الأخطاء الجسيمة الثابتة والموثقة ما يغني عن اختلاق أفعال لم يرتكبها، والأمير عبدالرحمن بن مساعد هو أول من يدرك هذه الحقيقة. بوصلة: لا أحد يريد رحيل رادوي، ولكن لا أحد في الوقت ذاته يريد أن يعطي هذا اللاعب حصانة تجعله فوق القانون، وفوق مستوى النقد.