أوضح المفكر الإسلامي والدستوري الدكتور أحمد كمال أبو المجد أن الإخوان المسلمين حاولوا أن يجذبوه إليهم، لكنه لم ينخرط في أي تنظيم سياسي. وألمح في إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة البارحة الأولى، أن بعض الجمود أصاب التفكير العربي والسياسي لعدة قرون، مشيرا إلى أن فساد الخطاب الديني والسياسي، اللذين يحتاجان حسب قوله، إلى «إعادة نظر شاملة»، مؤكدا أهمية المشاركة السياسية الحرة البعيدة عن مظاهر الترهيب والترغيب. وأكد أبو المجد أن الخطاب الديني في حاجة أشد إلى الإصلاح «ذلك أنه من السهولة بمكان على أي خصم أن يتهم خصمه الآخر بالفسق، والخروج عن الإجماع، ليجد المرء نفسه قد حوصر في قفص صغير، ومن هنا كانت محاذيره أكبر، وهذا يتطلب أن يكف العلماء عن مجاملة العلماء، خشية أن تظل الحقائق مخفية وملتبسة». وأكد أن سيادة القانون تقتضي على المرء البحث عن الحكمة حتى من المصادر الأخرى، وهو ما يؤدي إلى احترام الحقوق والحريات، «إذ لا نفع لمواطن غير متمكن من حقوقه وحريته في مجتمعه، ولا ولاء له». وفي تطرقه لمسألتي العقل والنقل، يرى أبو المجد أنه لا تعارض بين المفهومين، فكل يكمل الآخر، فالأول نعمة من الله، والثاني رحمة منه عز وجل، مؤكدا أن الشريعة كلها عدل وقسط ورحمة، وأن كل مسألة خرجت بعكس تلك القيم ليست من الشريعة. وفي إجابة على مداخلة للقنصل المصري في جدة السفير علي العشري حول مسؤولية المسلمين لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، قال أبو المجد: «إن دور المؤسسات والوزارات مهم جدا في هذا الموضوع، كما أن للمثقفين الدور الأبرز في ذلك، فهم رسل الأمم والحضارات، لكن للأسف انقسموا إلى فرق كثيرة، لكن الدور الأكبر للمؤسسات التي تتجلى في دعوة المثقفين والمفكرين». وكان المضيف عبدالمقصود خوجة قد تحدث عن ضيف الإثنينية الدكتور أحمد المجد، موضحا أنه مفكر شغلته قضايا الثقافة الإسلامية، فرأى ضرورة تثوير نهضة إسلامية شاملة عبر ثلاث مراحل مهمة: تحديد المقاصد العامة للحياة والمجتمعات الإنسانية في ظل الإسلام، تحديد الحاجات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية القائمة في المجتمع الإسلامي، الاستعانة بمضامين النصوص القرآنية والنبوية في تحقيق التغيير الاجتماعي المتجه إلى النهضة والتقدم، كما أنه نادى بوجوب وضع المسلمين على خريطة العالم والمستقبل، انطلاقا من تشخيص المعضلات والعقبات التي تكبلهم، ودعا إلى تفعيل حوار الحضارات، مفندا رؤيتي هتنغتون وفوكاياما. من جانبه، أوضح رئيس النادي الأدبي في جدة الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن الضيف يملك الكلمة الوثابة، ويمسك بتلابيب الجملة والأفكار النيرة، ومؤلفاته استشرفت المستقبل. ودعا الإعلامي السعودي عبدالعزيز قاسم إلى ثورة ثقافية للخروج بالأمة من أزمتها وأمراضها، ولتحقق النهضة الشاملة، مشيرا إلى أن أبو المجد شخص أزمة المسلمين. أما رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار الدكتور حامد الرفاعي، فأوضح أن المسلمين يعيشون أزمتين مع الذات ومع الآخر، وأن حلقة مفقودة بين الشعارات المرفوعة والتطبيق.