حولت محمية «محازة الصيد» شرق الطائف في الآونة الأخيرة من محمية لإعادة توطين الحيوانات الفطرية إلى مستودع وبنك من الحيوانات تغذي من خلاله محميات المملكة الأخرى بعد سنوات من الجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة السعودية للحياة الفطرية في مجال الحماية والتوعية وإعادة توطين الحيوانات في بيئاتها الأصلية. وكان الأمير بندر بن سعود أمين الهيئة السعودية للحياة الفطرية أكد في زيارته الأخيرة للمحمية أن محمية محازة الصيد التي تعتبر ثاني أكبر محمية مسيجة في العالم، أصبحت بنكا يغذي بقية محميات المملكة، مشيدا بجهود الجوالين فيها بقيادة مصلح الجعيد. من جانبه كشف مدير المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق عن أن المحمية بدأت في نقل مجموعات من رؤوس المها إلى المحميات الأخرى، مشيرا إلى أن المحازة يتوفر بها حاليا أربعة مراكز مراقبة ويجري تنفيذ مشروع مركزين إضافيين، كما يعمل في المحمية أكثر من 36 جوالا ومجموعات من الباحثين. ويوضح تقرير نشر على موقع المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية بالطائف وجود أعداد كبيرة من الحيوانات المعاد توطينها تتجول في سهول محمية محازة الصيد منها ما بين 250 إلى 300 طائر حبارى، 300 إلى 350 مها عربي، 800 من غزال الريم، و18 من غزال الأدمي والمئات من النعام، واصفا المحمية بأنها مستودع للحيوانات البرية بالنظر إلى كونها جاهزة لإعادة توطينها في مواقع أخرى. وكانت المحمية تعرضت قبل عدة سنوات إلى إشكالية نفوق مجموعات من الغزلان نتيجة الجفاف في أوقات الصيف، ما دفع الهيئة إلى المسارعة لتنظيم ورشة عمل عالمية خرجت بعدة توصيات أسهم تنفيذها في معالجة الاشكالية وتلافيها ومواصلة نجاحات اعادة توطين الغزلان في بيئتها الأصلية في محازة الصيد التي اطلق عليها هذا الاسم قديما، كون الصيد كان ينحاز في هذه المنطقة قبل عقود من الزمن، حيث أسفر الصيد الجائر عن انقراض الغزلان والحبارى وتم في نهاية الثمانينات الميلادية إنشاء محمية محازة الصيد التي تحولت من موقع لإعادة التوطين إلى مستودع وبنك للغزلان والمها والحبارى والنعام في موطنها الأصلي. يشار إلى أن محمية محازة الصيد أنشئت عام 1989م وتبلغ مساحتها 2200 كيلو متر ويبلغ طول سياجها 255 كيلومترا وتقع جنوب مركز المويه وعلى بعد 160 كيلو مترا، شمال شرقي الطائف، كما أن موقع المحمية وتسييجها بالكامل جعلها مناسبة كموقع تجارب لإعادة توطين الحيوانات التي تتكاثر في فيها الحبارى، المها العربي، النعام، والغزال الرملي.