يقف استمرار الزعيم الليبي معمر القذافي في الحكم حجر عثرة، يحول دون أدنى تقدم على الساحة الليبية، إذ أكدت مجموعة الاتصال حول ليبيا المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة أمس على ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي لبدء عملية سياسية تحل الأزمة في البلاد، كما فتحت أبواب الدعم على مصراعيه للثوار. واعترفت المجموعة بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شارك في الاجتماع «محاورا شرعيا» يمثل تطلعات الليبيين، فيما اعتبرت قطر أن بيان المجموعة يفتح ضمنا باب تقديم قدرات للدفاع عن النفس للثوار في ليبيا، الأمر الذي أحدث جدلا بين المشاركين. وقال البيان الرئاسي الذي تلاه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن «نظام القذافي فقد كل شرعية وعليه ترك الحكم والسماح للشعب الليبي بتقرير مستقبله». وأكد المجتمعون أن «الحل السياسي سيكون السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في ليبيا» التي شدد المجتمعون على «التزامهم القوي» ب «سيادة واستقلال ووحدة» أراضيها. كما أكدوا «ضرورة تنحي القذافي من الحكم حتى تصبح هناك عملية سياسية شاملة يمكن للشعب الليبي من خلالها تحديد مستقبله». وأشار المجتمعون، وهم ممثلو حوالى 20 دولة ومنظمة دولية، إلى أن المجلس الوطني الانتقالي الذي تمثل بوفد في اجتماع الدوحة «هو محاور شرعي يمثل تطلعات الشعب الليبي على النقيض من النظام الحالي». وأكد البيان الرئاسي الختامي للاجتماع أن المشاركين اتفقوا «على إنشاء آلية مؤقتة يمكن من خلالها توفير وسيلة للمجلس الانتقالي الوطني والمجتمع الدولي لإدارة عائدات تمويل للمساعدة لتأمين الاحتياجات المالية قصيرة الأجل والاحتياجات الهيكلية في ليبيا». في ظل استمرار العملية السياسية للخروج من الأزمة في ليبيا، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن طائرات حربية أمريكية ما زالت تقصف الدفاعات الجوية الليبية، وذلك بعد أيام من إعلان الوزارة سحب طائراتها من الحملة العسكرية التي يشنها حلف الأطلسي (الناتو). وصرح المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ديف لابان للصحافيين «توجد طائرات أمريكية لدى الناتو ويستطيع استخدامها في إطار المهمات الجوية لضرب الدفاع الجوية (الليبية) وقد قامت هذه الطائرات بعدد من هذه المهمات». كما قصف الحلف الأطلسي مستودعات للذخيرة على بعد عشرة كيلو مترات من طرابلس، فيما طالبت فرنسا وبريطانيا بتكثيف الضربات. وقالت المتحدثة باسم الحلف كارمن روميرو «نستطيع التأكيد أن غارة جوية شنت على تحصينات تستخدم مستودعات للذخيرة على بعد نحو 13.5 كلم إلى جنوب شرق العزيزية»، لكنها لم تعط تفاصيل أخرى عن عمليات القصف. وكانت قالت في وقت سابق إن القصف استهدف تحصينات جنوب شرق طرابلس، ولكن مدينة العزيزية تقع في شمال غرب ليبيا على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة. إلى ذلك، اتهم نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم قطر بتزويد المتمردين الليبيين في بنغازي بصواريخ مضادة للدبابات فرنسية الصنع من طراز ميلان.