لن يتطور أداء الموظف الحكومي ما لم تكن هناك حوافز للموظف الجاد وعقوبات للموظف المهمل، ترقيات وعلاوات للموظف المنجز وحرمان منهما للموظف المعطل للعمل ولمصالح المواطنين وخدماتهم، لن يتطور الموظف الحكومي الذي يتعامل مع المراجع كعميل ينفذ له خدمة أفضل وليس كشحاذ يبحث عن واسطة لتنفيذ خدمة عادية جداً، لن يتطور الأداء الوظيفي ما لم يتم رصده لدى كل موظف. أما أن يكون الموظفون الحكوميون في نظر وزارة الخدمة المدنية كلهم سواء فهذا يعني أنها لن تتطور أبدا ولن يتطور أداء موظفيهما. سأطرح نموذجاً قد يكون القارئ عاصره؛ فكلنا نتذكر كيف كان هم مراجعة الجوازات تلك التي لا ينجز معاملاتها إلا أدهى المعقبين وأذكاهم، بينما الآن يمكن الانتظار لدقائق فحسب كي تحصل على جواز أو إقامة عامل. الأمر يعود إلى تسهيل عمل النظام الإلكتروني ومراقبة الضابط أداء موظفيه كلما لاحظ بعض التكدس في صالة المراجعين. يبقى السؤال المهم متى يتبدل مستوى الخدمات الحكومية المقدمة في قطاعات التعليم، الصحة، القضاء، والتوظيف. أرجو ألا تكون الإجابة بأن ديوان المراقبة العامة يؤدي هذا الدور الحكومي؛ لأنه منذ إنشائه في السبعينات لم يتطور ولم يحاكِ كثيرا مما يناط به. عبد الواحد الرابغي جدة