وصف عدد من المثقفين والإعلاميين الراحل محمد صادق دياب ب «نصف ذاكرة جدة»، مؤكدين أنه استطاع أن يؤرخ لتاريخ جدة الفني والثقافي من خلال مشواره الحافل بالتميز. وأوضح رجل الإعلام محمد المختار الفال المرتبط بصداقة قوية مع الراحل، أنه يحتاج إلى معمل كيميائي للتعرف على تفاصيل وألوان الحب غير المحدود بين الدياب ومعشوقته جدة، وأضاف «في كتابه الأخير (مقام حجاز) نستوضح بعض تفاصيل قصة العشق هذه، ونحن في انتظار رؤية ما دعا إليه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في أن يكون بين يدينا قريبا الكثير من إبداعاته الجاهزة والمخطوطة». من جانبه، قال الإعلامي بدر العباسي: «يقولون لا تعرف الصديق إلا في سفر فما بالي وأنا رفيق السفر الدائم معه وبرفقته، محمد صادق دياب شخصية لا تستطيع معرفة مدى الصدق والعفوية والحب في دواخله فهو أكثر من أخ وصديق في كل الأحوال وفي السفر رقيب عليك كرفيق سفر». وأضاف مبينا اهتمام الراحل برفاقه في السفر «سافرت معه وكان لايغادر غرفتي حتى يسمع صوت شخيري ويطمئن بأنني قد خلدت إلى النوم». واستحضر الكاتب محمد الفايدي عددا من المواقف التي جمعته بالراحل، قائلا «كان يحرص على اجتماع جميع أصدقائه وعندما يلمس أن أحدهم يشعر بالحزن والكآبة يحاول انتشاله من هذه الحالة». واستطرد الفايدي «من المواقف التي تختزنها ذاكرتي، ما يفعله دياب مع بعض أصدقائه عندما يصابون بالعلل، فيقوم بتسديد فاتورة علاجهم في المستشفى دون أن يعلم أحد، وهو من المواقف التي لا يعرفها الكثيرون عنه». وكشف مدير تحرير مجلة الحج حسن الظاهري، أن الفقيد كان وراء تعيينه رئيسا لتحرير مجلة اقرأ، مضيفا للفقيد مواقف كثيرة لا يمكن أن سردها في سطور، فمواقفه معي كانت مواقف رجولية. ويصف الظاهري دياب بأنه رجل المواقف مع الجميع، حيث يتلمس احتياجات أصحابه ويقف بجانبهم، مشيرا إلى أن أخاه أحمد دياب يصفني بالأخ الثالث الذي لم تلده أمه، فقد زمالته نحو 27 عاما في «عكاظ»، «المدينة»، «اقرأ»، و«الحج».