وسط حدة المواجهات بين المتظاهرين والحكومة اليمنية، يعقد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض اليوم اجتماعه الاستثنائي برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وذلك استكمالا لما توصل إليه الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المجلس خلال الأسبوع الماضي؛ لمساعدة اليمن للخروج من الأزمة الراهنة. من جهة أخرى، أكد شهود أن مواجهات عنيفة حصلت أمس بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة تعز جنوب صنعاء، وصفوها بأنها الأعنف منذ انطلاق التحركات المناهضة لعلي عبدالله صالح. وقال أطباء إن 14 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح برصاص قوات الأمن، ثلاثة منهم حالتهم خطرة، في حين جرى إسعاف 300 آخرين على الأقل بسبب استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وقال شهود إن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين الذين تجمعوا بالقرب من مقر الحكومة في تعز. ونظمت التظاهرة بعد مقتل أربعة متظاهرين برصاص قوات الأمن وإصابة أكثر من 100 في تعز الجمعة خلال مواجهات استمرت خلال الليل وامتدت حتى السبت. إلى ذلك، وفي مسعى لتخفيف حدة التوتر في البلاد، أوضح وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أن الرئيس علي عبدالله صالح ملتزم بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن القربي قوله خلال لقائه رؤساء البعثات الدبلوماسية والسفراء العرب والأجانب لدى صنعاء «نؤكد على قرار رئيس الجمهورية بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أو التوريث». وعبر القربي عن تقدير بلاده لكافة الجهود التي بذلت للتوفيق بين الأطراف السياسية ورحب بأي وساطات تهدف لتقريب وجهات النظر «في إطار الدستور». من جهة أخرى، قال القربي إن ما جاء في خطاب صالح (الجمعة) لم يكن «رفضا للوساطة الخليجية، بل لما جاء في تصريح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري». ووصف تصريحات الوزير القطري بأنها كانت مفاجئة لليمن؛ «لأنها أولا أعطت انطباعا بأن الأمر قد حسم وثانيا بأن الأطراف المعنية هي الحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون وليس الحكومة اليمنية والمعارضة». وكان صالح حمل رئيس الوزراء القطري؛ إثر دعوته إلى تنحي صالح عن الحكم، معتبرا أن تصريحه يعد تدخلا سافرا في شؤون اليمن. وكان الشيخ حمد أعلن الخميس الماضي أن دول الخليج التي تجري وساطة لحل الأزمة في اليمن تأمل في التوصل إلى اتفاق لتنحي صالح. في غضون ذلك، أكد اللواء اليمني علي محسن الأحمر دعمه لثورة الشباب السلمية في بلاده، نافيا أي طموحات سياسية لديه في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن إلى أربعة قتلى في تعز جنوبي العاصمة اليمنية، وأحد مراكز الاحتجاجات على نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال الأحمر لدى استقباله مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر البارحة الأولى «سيبقى الجيش مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة تحت أية سلطة لدولة مدنية يختارها الشعب، وشخصيا لا أسعى لتسلم أي سلطة في المستقبل».