حادثة انهيار جديدة شهدتها المنطقة التاريخية في جدة، ولكن هذه المرة في مبنى الأشرم، الذي يصنف من الدرجة الثانية، حيث احتجز أربعة أشخاص تم انتشالهم بعد ست ساعات من الجهود المتواصلة من فرق الدفاع المدني، التي باشرت عمليات الإنقاذ ومحاولة الوصول إلى المحتجزين عن طريق الحفر بالأيدي؛ لضيق الموقع ووجود أجزاء لم تنهر من المبنى تشكل خطورة حقيقية على حياة رجال الدفاع المدني العاملين في الموقع. الحادثة وقعت قبيل صلاة المغرب بعد أن تفاجأ سكان حي البلد بدوي قوي أعقبته سحب من الدخان الأبيض تعالت لتحجب الرؤية مسافة كبيرة، هرع على إثرها عشرات السكان إلى موقع الصوت، وكانت الفاجعة انهيار أحد المباني المكونة من أربعة أدوار كان داخله ساعة سقوطه عدد من العاملين في أحد المحلات التجارية. السكان أبلغوا عمليات الدفاع المدني، التي هرعت للموقع بخمس فرق إنقاذ وبحث، عانت كثيرا للوصول إلى موقع الحادث بسبب ضيق الشوارع المؤدية إلى الحي ولوجود حركة تجارية كبيرة بالمنطقة كونها في نهاية الأسبوع، وهو ما كاد يعوق وصول الفرق التي تفاجأت بأن المنزل المنهار يقع في ممر ضيق أعاق عمليات انتشال المحتجزين. عمليات الإنقاذ والبحث تواصلت في الموقع بمتابعة من اللواء عادل زمزمي مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة، وبقيادة ميدانية من العميد عبدالله الجداوي مدير الدفاع المدني في جدة الذي عمل على تقسيم الفرق ومسرح الحادث إلى عدة مربعات بحثا عن المحتجزين تحت الأنقاض، ونجحوا في الوصول إلى الموقع الذي يوجد فيه عدد من المحتجزين كانوا على قيد الحياة. الجهود المبذولة من فرق الإنقاذ أفضت إلى إيصال خراطيم الأكسجين للمحتجزين، فيما تعالت أصواتهم مؤكدين على أنهم في حالة صحية متوسطة، وهو ما أعطى الفرق دافعا لبذل المزيد من الجهود لإنقاذهم. وأعلنت الشؤون الصحية في جدة الإنذار الطبي الأصفر على مستوى مستشفيات المحافظة الكبرى (مستشفى الملك فهد العام، مستشفى الملك عبدالعزيز، ومستشفى الثغر)، فيما تم الإعلان عن إغلاق كامل للمنطقة بمساحة تجاوزت ثلاثة كيلو مترات، وتم منع دخول المركبات إليها وطوقتها آليات المرور والدوريات الأمنية وضباط الشرطة في مركز شرطة الكندرة التي سهلت وصول الآليات التي توافدت إلى الموقع. عدد من شهود العيان أشاروا ل «عكاظ» إلى أنهم سمعوا صوت دوي مكتوم أعقبته انهيارات متتالية في المبنى قبل أن تتصاعد سحب الدخان الأبيض وتبقت أجزاء منه لم تنهر مما جعلها يشكل خطرا على حياة فرق الإنقاذ في الموقع، التي نجحت عند الحادية عشرة والنصف في انتشال أول المحتجزين. وأكد قائد فرق الطوارئ في صحة جدة الدكتور محمد باجبير مدير إدارة السلامة والطوارئ ومدير مستشفى الثغر على أن مؤشراتهم الحيوية جيدة، مشير إلى أنه تم إنشاء منطقة فرز، وتم تزويد فرق الإنقاذ بأنابيب أكسجين بعد أن رصدت أجهزة السونار أصوات محتجزين تحت الأنقاض؛ لذا تم مد عبوات الأكسجين إليهم تمهيدا لإنقاذهم، حيث تم انتشال أربعة أشخاص جرى نقلهم إلى مستشفى الملك عبدالعزيز. بدوره، أشار الرائد عبدالله العمري الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة إلى أن فرق الرصد والبحث وصلت إلى الموقع عقب تلقي البلاغ مصحوبة بآليات مزودة بأجهزة تنصت للكشف عن المتحجزين الأحياء تحت أنقاض المبنى، وأضاف العمري أن المبنى مكون من أربعة أدوار انهار وكان داخله عدد من العاملين في المحلات التجارية التي تقع أسفله لم يتم بعد التثبت من عددهم، وتتواصل حاليا عمليات البحث، مؤكدا انتشال جميع المتحتجزين بإصابات بسيطة فيما لم يتم التأكد من وجود حالات وفاة، وألمح إلى إخلاء عدد من المنازل المجاورة خوفا من تضررها بفعل انهيار المبنى. فرق البحث لا تزال في الموقع ويشرف عليها العقيد عبدالله الجعيد مدير شعبة العمليات، فيما انطلق فريق التحقيق في معاينة الموقع بقيادة المقدم عبدالله الزهراني رئيس قسم التحقيقات، وتم الاستماع لعدد من جيران الموقع.