أفاد مسؤولون أمريكيون ويمنيون أن واشنطن غيرت موقفها الداعم للرئيس اليمني علي عبدالله صالح حتى في وجه الاحتجاجات المتنامية، وخلصت إلى أنه لن يجري أية إصلاحات مطلوبة، ولا بد أن يتنحى عن السلطة إذ لم يعد رجل المرحلة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة الرئيس الأمريكي أوباما حافظت على دعمها لصالح وامتنعت عن انتقاده مباشرة في العلن، حتى عندما أطلق مؤيدوه النار على المتظاهرين، لأنها كانت تعتبره دعامة أساسية في القتال ضد «القاعدة» في اليمن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة قولهم إن هذا الموقف بدأ يتغير منذ الأسبوع الماضي، وفيما لا يضغط المسؤولون الأمريكيون على صالح علنا للرحيل، إلا أنهم أبلغوا حلفاءهم بأنهم يرون أنه ما عاد قادرا على البقاء في منصبه ويعتقدون أن عليه الرحيل. إلى ذلك، تتواتر الأنباء عن مقتل 18 محتجا وأصيب المئات في محافظتي تعز والحديدة اليمنيتين أمس في مواجهات بين قوات الأمن عناصر محتجة تطالب الرئيس اليمني بالتنحي منذ أكثر من شهرين، وقال الدكتور جميل الدبعي من المستشفى الميداني في حديث من محافظة تعز ل«عكاظ» إن عدد القتلى ارتفع إلى 18محتجا أثناء اعتراض قوات الأمن وعناصر مسلحة بلباس مدني مسيرة سلمية أمام مبنى المحافظة منددين بنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وأوضح أن القتلى تم إيداعهم في مستشفيات خاصة وهناك مصابون في المستشفى الميداني، مبينا بأن المشفى مزدحم حاليا بعدد من المصابين بالطلقات النارية الذين قال بأنهم قد تعدوا ال300 بينهم قرابة 100مصاب برصاص مباشرة. وكان المتظاهرون المطالبون بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رفضوا مبادرة أحزاب «اللقاء المشترك» الذي يضم القوى اليمنية المعارضة، مطالبتها للرئيس بالتنحي عن السلطة فورا، ونقل صلاحياته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، بما يضمن انتقال سلمي للسلطة، في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات، سواء المناوئة أو الموالية للرئيس اليمني. وطرحت أحزاب اللقاء المشترك خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة صنعاء مساء السبت، ما وصفتها ب «رؤيتها لانتقال سلمي وآمن للسلطة»، وسط اتهامات للسلطة بأنها لم تعد قادرة على التفكير إلا في كيفية تسخير المقدرات والموارد لحماية نفسها، تاركة البلاد في وضع منهار اقتصاديا وأمنيا ووطنيا، بيد أن رئيس مجلس الشعب اليمني رفض خطة انتقال السلطة التي اقترحتها أحزاب اللقاء المشترك. يشار إلى أن قوات الأمن اليمنية هاجمت المتظاهرين في تعز الأحد، حيث ذكرت تقارير أن شخصا واحدا قتل وأصيب 830 على الأقل فيما نفى محافظ تعز، حمود الصوفي، التقارير التي أشارت إلى سقوط قتلى.