في مقال الأمس، استشهدت بما ورد في إصدار الدكتور عبد الله الوشمي (فتنة القول بتعليم البنات في السعودية وهي مقاربة دينية وسياسية واجتماعية)، وللتذكير ورد في الإهداء: «إلى كثيرات لم تفلح مدارس المحو باقتلاع شجرة الذنب الكبيرة التي غرسها المجتمع.. إليهن جميعا.. شيء من الإجابة»، وأقتبس هذه الكلمات لقدرتها على رسم تعبير عميق يجسد ما يحدث الآن من مقاومة طاحنة لمشاركة المرأة، وأهمية الدور القيادي الحكيم ومنعطفاته وتطلعنا لإشراقته. وأقتبس من إصدار الدكتور الوشمي حكاية مختصرة؛ لأن تراكمية تجاربنا تعني أننا نضجنا في تجارب يفترض أن تفضي إلى شراكة المجتمع في المسارات التنموية، وتنتهي إلى مساهمة المرأة في البناء وليس العكس! في رواية الأحداث تتضح ممارسة هواية الممانعة المزمنة لما يتعلق بالمرأة، ومنه حقها في التعليم: لم تفتتح مدرسة تعليم البنات في تلك المدينة النجدية إلا من خلال (كتيبة من الجند) قادها أحد كبار الشخصيات، ويقول الشيخ عبد الله الحسيني متحدثا عن هذه المحافظة «ذهبت إليها أحمل أثاثا مدرسيا وكتبا، ومهمتي أن استأجر مدرسة وأنفذ رغبة الأهالي بتدريس بناتهم، بعض المعارضين لتعليم البنات طالبوا بطردي، شرحت طبيعة عملي وأنني مكلف من الدولة ومن أمير منطقة الرياض سلمان بن عبد العزيز، وأبرزت الخطابات الرسمية، ورفضوا بشدة، لم أعبأ بهم، وأكثرية الأهالي توافدوا لتسجيل بناتهم، في المسجد أحد طلبة العلم وهو حاليا (أستاذ جامعي في إحدى الجامعات) خطب في المصلين.. حرضهم.. وأهدر دمي، ثم كتب المعارضون خطابا للمفتي يعارضون إنشاء المدرسة.. تم استئجار المقر ودرست البنات بعد أن أرسلت الرئاسة مندوبا آخر وهو الدكتور عبد الله العبيد. انتهى. تشكلت في الأوساط النسائية حالة ضيق وإحباط بنكهة المرارة نتيجة ممارسات وجهت للمرأة، في أعلى قائمتها إقصاؤها من المشاركة في انتخابات المجالس البلدية، وفي مجالات أخرى تتعلق بالبطالة وفرص العمل الشريف، ولا يمكن نسيان ما ينضح به إعلامنا عن العنف الأسري وتفشي العضل بصورة لا تطاق. أتمنى مراجعة قرارات الإقصاء التي تحمل القسوة بين طياتها لأن لها فاتورتها، ومهما اقتبسنا فعل النعامة سيحصد مجتمعنا حصرم ما زرعناه. ما تكابده شرائح مختلفة من النساء يحتاج وقفة وقيادة تاريخية لواقع مضطرب ليس له صلة بإسلامنا ولا عاداتنا وتقاليدنا وتحضرنا، مهمتنا دعم تغيير الواقع إلى الأمام وليس إلى الخلف. تعلمنا في بلادنا الغالية، ودرسنا على مقاعد الدراسة.. أن قوة الإرادة إذا ارتبطت بالحزم لا يقف أمامها أحد، ننتظر الاعتراف بأهلية المرأة ومواطنتها. وأن لا تصل من فرط الإقصاء إلى مرحلة تردد فيها: «ما عاد شيء بعيد اليوم أخسره»!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة