انفردت شركة شهيرة مختصة في إعداد المشروبات الساخنة، تنتشر فروعها في مناطق عدة في المملكة، برفع أسعار مشروباتها الساخنة بنسبة 11 في المائة، بعد أن تراجعت شركات عدة أخرى تعمل في نفس المجال عن تنفيذ قرار الزيادة، في أعقاب التحذيرات التي أطلقها عبر «عكاظ» مسؤول في وزارة التجارة والصناعة أمس، بشأن التصدي للمغالين والتشهير بهم إنفاذا للتوجيهات السامية. وكشفت فواتير رسمية أصدرتها نقاط بيع الشركة أمس، حصلت «عكاظ» على نسخة منها، عن الزيادة الجديدة على مشروبات مختلفة لديها، معتمدة في ذلك على أكواب صممتها خصيصا لتمرير رفع السعر، بعد أن زادت قدرة استيعابها بضعة مليلترات فقط، وأعطت للكوب الخارجي شكلا يوحي بأن هناك زيادة سفلية، بينما الحقيقة أن تلك الزيادة ظاهرية الشكل؛ لأنها مفرغة من الداخل بطريقة لا تستوعب أي مشروب، وبالتالي لا تستهلك مقادير قهوة إضافية. وبالاتصال على مسؤولي الشركة لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يطبقون الزيادة على منتجاتهم، رغم المنع الصريح الصادر في هذا الشأن إلا أنهم لم يجيبوا. وأصبحت أسعار مشروبات الشركة تصل إلى عشرة ريالات للمشروب الواحد، مرشحة للزيادة في الربع الأخير من العام الميلادي الجاري. يأتي ذلك في وقت أحجمت فيه شركات أخرى عن تنفيذ قرار الزيادة بعد أن أكدت مصادر مطلعة من أصحاب القرار في تلك الشركات أن ما نشر في «عكاظ» أمس حول إعلان وزارة التجارة والصناعة بالتشهير الحتمي لمن يثبت تورطه في المغالاة واستنفارها الميداني لمراقبة السوق قد أحدث شرخا في الاتفاق المبرم بين الشركات. وكانت «عكاظ» نشرت تصريحا لمصدر مسؤول في وزارة التجارة والصناعة لوح فيه بعقوبة التشهير للمغالين في الأسعار دون سبب، إنفاذا للتوجيهات السامية القاضية بضرورة المحافظة على استقرار السوق المحلية، ومعاقبة المتلاعبين في الأسعار بعد أن اتفقت بعض الشركات على تنفيذ زيادة مشتركة لا تقل عن 11 في المائة اعتبارا من أمس. («عكاظ» 28/04/1432ه). وتلقت منافذ بيع تابعة للشركات التي تراجعت عن تنفيذ الزيادة، تعليمات عاجلة صباح أمس بوقف تطبيق الزيادة حتى إشعار آخر، بينما قررت شركات أخرى بما فيها شركة عالمية الإبقاء على أسعارها الحالية حتى نهاية شهر أبريل الجاري على الأقل قبل أن تتخذ قرارا جديدا حول مسألة الزيادة دون إحداث أي تغيير في شكل الأكواب المعتمدة لديها. وحول أسباب قرار تأجيل الزيادة أوضح وائل المرزوق الذي يعمل كمسؤول في إحدى الشركات أن تأجيل الشركات لقرار الزيادة لم يكن على خلفية انقسام في الاتفاق بين بعض الشركات، وإنما لضرورة ارتأتها إدارة شركتهم على حد تعبيره. وقال إن «قرار التأجيل جاء بهدف دراسة قرار الزيادة بشكل أكبر»، في حين كشف مصدر في شركة مشروبات ساخنة تعود أصولها إلى المنطقة الشرقية أن إدارتهم قررت إيقاف أية زيادة في الوقت الحالي، والاكتفاء بالزيادات المنفذة على مشروباتهم في الربع الأخير من العام الماضي بحجة عدم استيعاب حركة البيع لأية زيادة إضافية. وتنتظر وزارة التجارة والصناعة التقارير التي سترفع إليها للوقوف على الأسباب التي دعت إلى رفع أسعار المشروبات الساخنة، رغم أن أسعار المكونات الداخلة في تركيبة معظم المشروبات الساخنة مستقرة عالميا.