يباشر اللواء ركن عبداللطيف الزياني مهام عمله رسميا كأمين عام لمجلس التعاون الخليجي اليوم، خلفا لعبدالرحمن بن حمد العطية الذي انتهت فترة عمله. ويبدأ الزياني نشاطه الرسمي، وسط تحديات جسيمة سواء على الصعيد السياسي، الأمني، أو الاقتصادي، لأحد أهم التكتلات الإقليمية والعالمية، وعلى ضوء الاحتجاجات والمظاهرات التي تشهدها بعض الدول العربية. وأفادت مصادر دبلوماسية خليجية في تصريحات ل «عكاظ»، أن الزياني الذي يجمع ما بين تجارب الإعداد العسكري والخبرة الأمنية والسياسية، يباشر مهامه وسط تحديات جمة تشهدها الساحة الخليجية، معربة عن أملها أن يساهم في إحداث نقلة نوعية في أداء مجلس التعاون لجهة تعزيز والارتقاء بمسيرته، بغية الوصول إلى التكامل الخليجي المنشود في جميع المجالات، بيد أنها قالت إن المرحلة التي يتقلد فيها الزياني قيادة الأمانة العامة للمجلس تختلف عن الحقب الماضية، نظرا للمستجدات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية الأمر الذي يقتضي تغييرا في نمط التعامل مع الملفات واستحداث استراتيجيات لمواجهة الأزمات التي نشأت في المنطقة. وأفادت المصادر أن تعزيز الأمن والاستقرار، ودعم مسيرة مجلس التعاون خاصة في جوانبه الأمنية والسياسية والدفاعية، ستكون محور اهتمام الزياني، نظرا للمخاطر والتحديات التي تمثلها المرحلة والتدخلالت الإقليمية الفاشلة لزعزعة استقرار المنطقة، والتي تصدت لها جميع الدول الأعضاء بحزم وقوة. وأوضحت أن مستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية سيكون حاضرا في أجندة الزياني، حيث تطالب دول المجلس إيران بعدم التدخل في شؤون دول المجلس الداخلية وتعزبز بناء الثقة مع دول المجلس وعدم استخدام لغة التهديد. والملف الآخر بحسب المصادر، سيكون تعزيز التعاون العسكري بين دول مجلس التعاون ووضع خطط وبرامج مدروسة وخطط مرسومة للارتقاء بالعمل العسكري المشترك ودعم الاستراتيجية الدفاعية لدول المجلس. من جهته أعرب عبدالرحمن العطية الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية في تصريحات ل«عكاظ» عن أمله أن يحقق الزياني تطلعات قادة دول المجلس لجهة الحفاظ على مكتسبات المجلس، وبلوغه مصاف التكتلات العالمية. وقدم العطية شكره وتقديره لقادة دول مجلس التعاون للدعم المنقطع النظير الذي قدم له إبان فترة تقلده منصب الأمين العام. وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب تحركا عمليا للتعامل مع الأوضاع والمتغيرات التي تواجهها المنطقة. وشغل اللواء عبداللطيف الزياني، الذي سيكون أول بحريني يتولى هذه المهمة منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981، منصب رئيس الأمن العام في بلاده طيلة السنوات الست الماضية، عقب تدرجه في الترقي الوظيفي في قوة دفاع البحرين، ووزارة الداخلية حتى منصب مساعد رئيس هيئة الأركان ورئيس اللجنة الوطنية لمواجهة الكوارث. وهو يحمل رتبة لواء ركن وحاصل على عديد من الأوسمة، فضلا عن عمله أستاذا جامعيا. والزياني تخرج في كلية القيادة والأركان في فورت ليفنورث الولاياتالمتحدة، وحاصل على شهادة الدكتوراه في بحوث العمليات من كلية الدراسات العليا للبحرية الأمريكية بامتياز مع مرتبة الشرف، والماجستير في الإدارة اللوجستية من المعهد التقني للقوات الجوية في أوهايو، وشهادة هندسة الطيران من أسكتلندا، وكان قد تخرج في كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، وبدأ حياته العملية برتبة ملازم في قوة دفاع البحرين. وهو يحمل أوسمة عديدة منها وسام تحرير دولة الكويت. وكان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان أعلن لدى افتتاحه قمة أبوظبي الماضية تعيين البحريني عبداللطيف الزياني أمينا عاما جديدا للمجلس خلفا لعبدالرحمن بن حمد العطية. يذكر أن نظام مجلس التعاون الخليجي نص في مادته الرابعة عشرة أن يعين المجلس الأعلى الأمين العام من مواطني دول مجلس التعاون لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وكان العطية قد تولى منصب الأمين العام في نهاية مارس 2002م.