في فترة زمنية في الخمسينيات الميلادية وما بعدها، ولكثرة الانقلابات التي كان العسكر يقومون بها في أقطار مختلفة ظهرت نكته أو مقولة عن أحد الأقطار، أنه إذا تخرج ضابط من الكلية العسكرية وعلقت على كتفيه نجمة، فإنه يتلقى التهاني من الآخرين باعتلائه كرسي رئاسة الدولة في بلده، وذلك لكثرة ما كان يقوم به الضباط العسكريون من انقلابات على بعضهم البعض، وما يصاحب تلك الانقلابات من رفع للشعارات المختلفة، حسب الأيدلوجيات والأحزاب التي كان الانقلابيون ينتمون إليها، وإن كانوا جميعهم تقريبا يتفقون في العزف على وتر واحد هو وتر «القضية الفلسطينية»، ورفع شعارات القومية التي انخدعت بضجيج أبواقها الجماهير، بما تبثه وسائل الإعلام البدائية في ذلك الوقت والتي لم تتجاوز الإذاعات المسموعة والصحافة الورقية التي كانت تتخذ من بعض المصطلحات كالإمبريالية والرجعية وسيلة لتلك الشعارات التي يزعم أصحابها أنها تقدمية، وأنها تحمل لشعوبها الاستقرار والعدالة الاجتماعية والرخاء والتقدم، بينما أثبت الواقع أن تلك الشعوب التي ابتليت بانقلابات العسكر لم تحصد إلا المزيد من الانقلابات والتنافس على كراسي الحكم، وما صاحب ذلك من سجون واعتقالات وكتم للحريات وصرف للأموال على شراء السلاح على حساب التنمية وما ينفع سكان تلك الشعوب في حياتهم العامة، في مجالات الإنماء وتطوير مستويات المعيشة التي هي ثمرة من ثمرات الاستقرار السياسي والاجتماعي وبناء الدولة الحديثة . وما أشبه اليوم بالبارحة مع اختلاف الظروف والوسائل والأهداف لتصبح الشعوب تحت ضغط القسوة الاستبدادية التي تعانيها آنية مهيأة لصب كل الحمم التي ينفثها دعاة الشر والبحث عن الولاية، حتى فاضت تلك الآنية بما فيها من براكين هادرة تملأ الميادين الواسعة بهديرها المنادي بالتغيير الذي تحول إلى عنف دموي بين الحاكم والمحكوم يشاهده الآخرون أينما كانوا، عبر الفضائيات وعبر مستجدات عالم الاتصالات والتواصل، حتى ليكاد المرء المتابع يشم رائحة الدماء المسفوحة بغزارة على الشاشات، كما يرى الجثث التي تحمل إلى مثواها، لا لشيء، إلا لمطالبتها بحقوقها في التغيير والحياة الكريمة التي تأتي في مقدمتها لقمة العيش وحرية الكلمة . كل ما حدث في الأزمنة الماضية من ثورات وانقلابات في مختلف بقاع العالم وخاصة عالمنا العربي وما يحدث الآن على مرأى ومسمع من هذا العالم في شرقه وغربه وشماله وجنوبه.. كل ذلك رأيناه رأي العين، ورأينا النعمة التي من الله بها علينا من استقرار وطمأنينة وحكمة قيادة ، وسط هذه الأمواج المتلاطمة من الأحداث السيئة وأعاصير وزوابع دعاة الفتنة الذين تعلو أصوات أبواقهم، ثم تتلاشى أمام أصالة هذا الشعب الكريم الوفي ووعيه وحرصه على الحفاظ على منجزاته واستقرار الحياة فيه . والآن، ونحن نعيش هذا العهد الزاهر عهد الإصلاح ومحاربة الفساد، بقيت أشياء يجب أن تقال وأن تفهم لكل من تضع الدولة في عنقه « خرزة الأمانة » أن يكون في مستوى هذه الثقة، وأن يضع مصلحة الوطن والمواطن أمام عينيه، فلا تعطل معاملة، ولا تضيع قضية، ولا تفضل على مصالح الوطن أية مصلحة شخصية أخرى.. باختصار شديد، يجب أن نرتفع إلى المستوى الذي يريده لنا الله ثم يريده لنا حكامنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله . للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة