أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أن لدينا مفكرون وطلبة علم، ولا شيء يمنع من الرد على الإعلام إن انتقد أو خالف المصلحة أو العقيدة. وقال الأمير سلمان في رده على مداخلة لإمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الدكتور علي الحذيفي عقب محاضرته في الجامعة الإسلامية البارحة الأولى: أعتقد أن الحل الطبيعي كما قلت للدولة هو التزامها بعقيدتها، لكني أقول إن الإعلام إذا كشف فيه شيء يخالف المصلحة أو العقيدة فعندنا طلبة العلم والمفكرون ولديهم الفرصة للرد عليهم، وسبق أن قلت في إحدى المناسبات، لا أحد يمنع من الرد على هذه الآراء، ولدينا الفرصة للرد عليهم. وكان الدكتور الحذيفي قد قال في مداخلته: في هذه الليلة البهيجة وفي رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة نرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان وصحبه الكرام، وزيارتكم للجامعة المباركة التي غرسها ولاة أمر هذه البلاد وتعاهدوا رعايتها تسجل لكم، ومحاضرة سموكم تحدثتم فيها بوضوح عن الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية، والحاجة للتحدث في هذه الموضوعات تشتد، ولا سيما في هذا العصر الذي تعصف فيه الفتن بالعالم سواء كان من ولاة الأمر أو العلماء والمفكرين أو المؤسسات ليعي كل جيل انتماءه إلى عقيدة السلف الصالح وليدافعوا عنها، وهو ما أكد عليه الملك عبدالعزيز في بيانه لمنهج الدولة السعودية وأنه سيقتفي نهج السلف الصالح في تحكيم الشريعة الإسلامية، وكرر أبناؤه البيان نفسه، في منهج الدولة السعودية، والآن نرى المؤسسة الإعلامية قصرت في بيان هذا المنهج ولم تحصن الشباب من المؤثرات الضارة في عقيدتهم وأخلاقهم، ومن الصحافيين والكتاب من يكتب ما يضاد هذا المنهج ولا أعمم إما في صورة خبر أو رأي، والمقترح يا صاحب السمو تقويم مسار الإعلام ليتفق مع منهج الدولة، فما هو الحل في رأي سموكم لتقويم مسار الإعلام. حفل أمير المنطقة من جانب أخر أكد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على العناية التي تلقاها المدينةالمنورة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يؤكد على ذلك دائما بقوله «إن أصل التكوين في الجزيرة العربية قام على هذين البلدين، مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، فالاهتمام بهما واجب قبل كل شيء». وشدد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في الحفل الذي أعده صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة، في قصره في سلطانة ظهر أمس، على مضي المملكة في منهجها الذي تأسست عليه على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، ومحافظتها على الثوابت والقيم الإسلامية. وعن أهالي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب مسجد قباء، الشيخ صالح بن عواد المغامسي إن هناك حقائق ومدركات تخلص من الواقع الذي نعيشه في المملكة اليوم، فقد وفق الله الملك المؤسس أن يعلي شأن التوحيد، فيسر له جمع الكلمة وتوحيد الصف، وأفاء عليها بنعمة الحرمين الشريفين، لتكون سببا في نشر الدعوة، وجعلها بلاد تسير بهدي القرآن، وتجعله دستورا لها، فلن يتلفت الناس لنداءات المغرضين والمحضرين، وفطنوا بأن لا ينساقوا إلى نعيق الغراب وترك هدى القرآن، بجانب أن ولاة الأمر قد عرف عنهم الصلاح والسعي إلى الخير. ومن ثم صدح الشعر بقصيدة للدكتور سلمان بن سالم السناني «لسلمان أغلى ما أجود وأنفق». دارة الملك وافق صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على رغبة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينةالمنورة بأن ينصب الأمير سلمان رئيسا لمجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة، وبهذا أصبح الأمير عبدالعزيز بن ماجد نائبا له في المجلس، فشرع رئيس المحكمة العامة في المدينة الشيخ فهد بن إبراهيم المحيميد بالتهميش على صك أوقاف المركز، وفقا لقرارات المجلس. وأبدى الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أثناء ترؤسه مجلس النظارة في قصر الأمير عبدالعزيز بن ماجد في سلطانة، أمله في أن يقدم مركز بحوث ودراسات المدينة على إحداث تطوير في مرحلته المقبلة ليكون منارة إشعاع لخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال رصد وتوقيف تاريخ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، بكل جوانبه المتنوعة، تاريخ المملكة وتراثها، والعالمين العربي والإسلامي، ليقر عندها الأمير سلمان الأطر العامة لتطوير المركز، وتفعيل دوره ووضع التصور العام لجاهزيته الإدارية والاستعداد العلمي في خدمة البحوث والدراسات المتعلقة بالمدينة، ومن ثم اعتمد النظام الأساسي وآلية الإجراءات المالية والإدارية. وقرر المجلس إشراف دارة الملك عبدالعزيز، إشرافا مباشرا، على المركز، وتسيير أعماله العلمية، ورسم خططه المستقبلية، باعتبار الخبرات العلمية والعملية التي تحظى بها الدارة في رصد وجمع المصادر التاريخية، وخدمتها فنيا وإلكترونيا. وبعد أن وافق المجلس على عقد لقاء تشاوري علمي مفتوح مع الباحثين والمهتمين والمعنيين بتاريخ المدينة بشأن موضوع «خدمة تاريخ المدينةالمنورة»، اعتمد انضمام الأمن العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري عضويته في المجلس، ليصبح مجموع الأعضاء ثمانية، هم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين، رئيس المحكمة العامة في المدينة الشيخ فهد المحيميد، أمين عام الدارة الدكتور فهد السماري، أمين منطقة المدينة المهندس عبدالعزيز الحصين، الأمن العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد سالم العوفي، وكيل إمارة منطقة المدينة سليمان بن محمد الجريش، مدير مركز بحوث ودراسات المدينة الشيخ صالح بن عواد المغامسي، والدكتور حمدان بن راجح الشريف. أطلس السيرة النبوية وفي المقابل وجه الأمير سلمان بن عبدالعزيز بسرعة إنجاز مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وتذليل العقبات المتوقعة في سبيل إكماله وإتاحته للباحثين والمؤرخين داخل المملكة وخارجها، لخدمة حركة البحث المتخصصة بالسيرة النبوية خاصة، والتاريخ الإسلامي عامة. وقدم أمين عام الدارة الدكتور السماري، ورئيس مشروع الأطلس الدكتور فهد بن عبدالعزيز الدامغ عرضا لما تحقق ضمن الخطة التنفيذية للمشروع، أملا في توثيق الأماكن والمواقع التي ذكرتها السيرة النبوية، توثيقا تفاعليا بأحداث التقنيات الحديثة المعتمدة على الأقمار الصناعية، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة التعليم العالي. محاضرة الجامعة الإسلامية وكان الأمير سلمان تحدث عن «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية» البارحة الأولى، في لقاء حضره جمع من الأمراء والعلماء والمسؤولين والمثقفين ورجالات الإعلام والأدب والفكر، غصت بهم قاعة المحاضرات الكبرى في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة. وقال الأمير سلمان «إن تمسك بلاد الحرمين بمبادئ وأركان الإسلام، وتطبيق أحكام الشريعة، هو مصدر عزها ونصرتها وتأييدها»، مؤكدا أنه لا توجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا ولآبائها أو أجدادها مشاركة فاعلة في توحيد البلاد وبنائها، وتعزيز قوتها ورسالتها. وزاد: علينا أن نقبل النصح، وعلى الناصح أن يقبل الرد ولا يستأثر برأيه، ونحن مجالسنا مفتوحة للجميع، ونحن كأسرة نخدم الشعب ونعتز بكم. وأبدى ترحيبا بالحاضرين والحاضرات، قائلا: إنها لمناسبة طيبة أن أكون في المدينةالمنورة مهاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبالقرب من المسجد النبوي الشريف حيث شع الإيمان والنور وأنقذ البشرية من الفوضى والظلام، وحيث أسست أول دولة تقوم على الإسلام وراية التوحيد، وتنشر الأمن والاستقرار في الجزيرة العربية. وأشكر لمدير الجامعة الدكتور محمد بن علي العقلا دعوتي، وتهيئة هذا اللقاء في هذه الجامعة العزيزة على قلوبنا لما تقدمه من خدمة للإسلام والمسلمين، ويسرني أن أنقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمير سلطان، وسمو النائب الثاني الأمير نايف، وحرصهم على رقي هذه المؤسسات التعليمية المهمة، وخدمة أبناء الوطن في كل مكان. وأضاف: لقد أكرم الله هذه البلاد، المملكة العربية السعودية، بأن تتشرف بوجود مكةالمكرمة فيها، أول بيت وضع للناس، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، وبأن تكون هذه البلاد أيضا منطلق الإسلام والعروبة معا، فلقد أنزل الله عز وجل في هذه الأرض العربية القرآن الكريم بلغة عربية، وعلى نبي عربي من أرضها عليه أفضل الصلوات والتسليم. وفي هذه المدينة المباركة، طيبة الطيبة، بدأت نهضة الدولة الإسلامية الأولى على الكتاب والسنة النبوية، وفي هذه الأرض العربية، منطلق العروبة والإسلام، تأسست الدولة السعودية على المبادئ ذاتها، متأسية بتلك الدولة الإسلامية الأولى، وأسسها العظيمة التي تقوم على راية التوحيد، وتدعو إلى الدين الخالص من أي ابتداع أو ممارسات ليست في الكتاب أو السنة وأقوال السلف الصالح. البيعة وعندما ظهرت الدولة السعودية في الدرعية، أعادت للمنطقة الدولة المركزية القائمة على الدين، مثلها مثل الدولة الإسلامية الأولى، واستعادت للجزيرة العربية الأمن والاستقرار الذي فقدته عدة قرون، فقبل تأسيس الدولة السعودية الأولى كان في كل إقليم دولة، وفي كل قبيلة دولة، وداخل كل دولة من هذه الدول دول متناحرة، قال المؤرخ عثمان بن بشر يصف الحال في ذلك الوقت في واحدة من البلدات الصغيرة في نجد: فقسموا البلد أربعا كل واحد شاخ في ربيعها.. فإن هذه قرية ضعيفة قليلة الرجال والمال، صار فيها أربعة رجال كل منهم يدعي الولاية على ما هو فيه، وتمت المبايعة التاريخية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب على أساس المنهج الشرعي، وقال الإمام محمد بن سعود: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزة والمنعة، وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد. وجدد الأمير سلمان التأكيد على التزام المملكة بتطبيق أحكام الشريعة في شؤونها كافة، قائلا: أصبحت هذه البيعة ركنا أساسا من أركان الدولة السعودية إلى اليوم، بحيث تلتزم بتأسيسها على الدين الصحيح، ورغم أن الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة، تسكن في الوادي الذي يسمى باسمها، وإمارته في الدرعية التي أسسها جده مانع المريدي وأسلافه من الدروع من بني حنيفة منذ منتصف القرن التاسع الهجري، إلا أنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته، بل أسسها على الدين والتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بهذا التأسيس وبهذا الامتداد الذي يماثل ما تأسست عليه الدولة الإسلامية الأولى. وزاد: ولا شك أن قيام الدولة السعودية الأولى وانتشارها الواسع في شبه الجزيرة العربية، ونجاحها في إرساء الاستقرار والأمن والحكم الرشيد، أدى إلى النقمة عليها، لذا بدأ البعض بإطلاق مصطلح الوهابية على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة، وأنا هنا أدعو الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه، أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقوا عليها أشنع الألقاب والصفات، ويصموها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي؟ لا فرق بين المذاهب وقال الأمير سلمان بن عبد العزيز مستذكرا خطابا للمؤسس: قال الملك عبد العزيز رحمه الله، كما جاء في صحيفة أم القرى: «يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض... نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين المذاهب الأربعة مالك والشافعي وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة». ورد على الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام وعميد كلية الشريعة في جامعة أم القرى، قال الأمير سلمان: أنا درست في مدرسة الشيخ عبدالله خياط والمدرسة الأخرى مدرسة الملك عبدالعزيز الذي كان أستاذا لنا جميعا وكان مدرسة عامة شاملة وكذلك إخواني الأكبر مني سنا، وأنصح الشباب بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، والاختلاط بأهل الفكر النير، وأنصح أبنائي أن يكثروا القراءة حتى تتسع أفكارهم ويستفيدوا.