أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس دارة الملك عبد العزيز أنه لا طبقية في مجتمع المملكة، فكبيرهم يتفاعل مع صغيرهم، بقوله «نقدر النصح، وولاة أمرنا يسمعون النصح ويقبلون النقد، ويتلقون وجهات النظر، والمجالس أبوابها مشرعة، والهواتف مفتوحة للجميع، فنحن مجتمع ليس لدينا طبقيات، ونعتز بوطننا وتاريخه، وأجل ما نفخر به أننا في بلد مهبط الوحي ومنزل الأنصار». وأوضح الأمير سلمان في محاضرة أحياها في قاعة الاجتماعات في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة البارحة عن «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية» بأن الدولة تأسست على مبادئ الكتاب والسنة النبوية، بالمبادئ ذاتها التي بدأت بها نهضة الدولة الإسلامية الأولى، فالدولة السعودية متأسية بالدولة الإسلامية وأسسها العظيمة التي تقوم على راية التوحيد، وتدعو إلى الدين الخالص من أي ابتداع أو ممارسات ليست في الكتاب أو السنة وأقوال السلف الصالح. ووصف الأمير سلمان حال الجزيرة العربية قبل تأسيس الدولة السعودية الأولى، ب «كان في كل إقليم دولة، وفي كل قبيلة دولة، وداخل كل دولة من هذه الدول دول متناحرة حتى تمت المبايعة التاريخية بين الإمام محمد بن سعود، والشيخ محمد بن عبد الوهاب على أساس المنهج الشرعي»، موثقا ما قاله الإمام محمد بن سعود بعد المبايعة ابشر ببلاد خير من بلادك، وابشر بالعزة والمنعة، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسك بها، وعمل بها، ونصرها ملك بها البلاد والعباد. وأبدى الأمير سلمان أسفه على ما يطلقه البعض مصطلح «الوهابية» على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة، إلى أن قال «أنا أدعو الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه». وشدد على ضرورة الالتزام بالثوابت «أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقون عليها أشنع الألقاب والصفات، ويصمونها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي» مستشهدا بما أكد عليه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه «يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي، باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة كان يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا مذهبا جديدا، أو عقيدة جديدة، ولم يأت الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة». وأشار الأمير سلمان إلى نسب الأسرة المالكة (آل سعود) بأن أصولها تعود إلى بني حنيفة بقوله «ورغم أن الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة، تسكن في الوادي الذي يسمى باسمها، وإمارته في الدرعية التي أسسها جده مانع المريدي، وأسلافه من الدروع من بني حنيفة منذ منتصف القرن التاسع الهجري». ورد الأمير سلمان على إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في نقده للإعلام وما يطرحه من أفكار وصفها بأنها تناقض منهج الدولة: إذا كان الإعلامي صادقا فيما كتب من نقد فأنا أقول له شكرا، وإذا أخطأ نمنح الفرصة للرد، والإعلام إذا قصر في أداء الرسالة المنشودة منه نلفت نظره، وإذا طرح ما يخالف المصلحة والمنهج فالفرصة متاحة للمفكرين وطلبة العلم الرد عليه. وخلص الأمير سلمان إلى أن شرعية هذه الدولة في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدين الصحيح منهجا ومسلكا في الحكم، والبناء السياسي الاجتماعي. وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى، والتخبط الفكري الذي لا نهاية لجدله، ولا فائدة من مبادئه. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاء.