يشكل نقص الكادر الطبي والتمريضي من العنصر النسائي في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في منطقة الباحة، عائقا أمام تقديم الخدمات الصحية بشكل مرض، ولو في أدنى مستوياتها. وبرغم اكتمال تنفيذ عدد من المراكز الصحية الحديثة، إلا أنها تعاني من قلة العيادات، ولا تنسجم مع التطور الذي تشهده في هذا المجال، يضاف إلى ذلك أن كثيرا من المراكز الصحية تفتقر لطبيبات وفنيات أشعة، فيما يعمل بعض الأطباء بالتناوب ما بين المراكز، وتظل العيادة مغلقة أمام المرضى لعدم توافر طبيب يعمل في أي من تلك المراكز بصفة دائمة. وفيما أكد ل«عكاظ» مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية في المنطقة عبد الله حسين الزهراني أن جميع مستشفيات ومراكز المملكة تعاني من نقص الكوادر الطبية وليس الباحة فقط، طالب الأهالي وزارة الصحة بتأمين هذا النقص من أجل تأمين الخدمات الصحية للمرضى. ويرفض المواطنون أن يباشر أي طبيب الكشف على محارمهم، معتبرين ذلك تعديا على القيم، حتى وإن كان ظاهره يحمل حسن النوايا. إلى ذلك أكد المواطن محمد عبد الله، أنه لن يسمح لأي طبيب بالكشف على إحدى محارمه مهما بلغ الأمر، وقال بلهجة منفعلة «تموت ولا تكشف عن جسدها لغريب»، مضيفا أن أغلب مستشفيات منطقة الباحة تعاني ومنذ زمن بعيد من نقص حاد في الكادر الطبي النسائي، وما إن تأتي طبيبة لأحد المستشفيات أو المراكز إلا وتغادر سريعا، لنعود لنفس المعاناة. المراكز أكثر معاناة من جانبه، قال عبد الله علي الغامدي «إن المراكز الصحية تعاني أكثر من المستشفيات، من عدم توافر طبيبات وفنيات مختبر أو أشعة، وإذا ما حظي المركز بطبيبة، فإنها لا تمكث سوى أشهر، ثم تغادر إما لانتهاء عقدها أو نقلها لأحد مستشفيات المنطقة، فيما تفتقر المستشفيات والمراكز لممرضات يعملن في أقسام مهمة، ووجودهن يمثل حاجة ملحة للمريضات كأقسام الأشعة أو المختبرات وغيرها من الأقسام المتوافرة في بعض المراكز». خلل في أداء المراكز من جهته، انتقد خلف عطية عمل الأطباء بطريقة التناوب بين المراكز، مشيرا إلى أن هذا الأمر أحدث خللا في أداء تلك المراكز، موضحا أن عيادة الأسنان في المركز الصحي في قريتهم لا تعمل إلا ثلاثة أيام في الأسبوع، لاضطرار الطبيب لتغطية هذا القسم في مركز آخر، داعيا الشؤون الصحية إلى توفير أطباء بعدد كاف، خصوصا في العيادات التي تشهد كثافة كبيرة من المرضى المراجعين كعيادة الأسنان. الأطفال والولادة وفي هذا السياق، قال سعيد علي الغامدي «إن مستشفى الأطفال والولادة في بلجرشي، تمر عليه فترات، دون أن تعمل فيه سوى طبيبة واحدة، رغم كونه مستشفى مرجعيا يخدم آلاف المريضات». تحرك سريع وبين المواطن خلف أحمد، أن المراكز الصحية في عبدان، الحميد، بني سالم، الحمران، العسلة، ورهوة سحيمة تعاني من نقص الكادر الطبي النسائي، مؤكدا أن العديد من المراكز الصحية في مختلف محافظات المنطقة تعاني من هذا النقص، ما يتطلب تحركا فوريا وسريعا من الشؤون الصحية لدعمها عاجلا بالعنصر النسائي. مشاريع مغلقة وأشار خالد سعد إلى أنه برغم الانتهاء من تنفيذ عدد من مشاريع المراكز الصحية في عدد من القرى، إلا أنها ما زالت مغلقة كمركز صحي عبدان ووادي فيق وغيرهما، ما حمل المرضى خصوصا المصابين بأمراض الضغط والسكر، وكبار السن من الرجال والنساء، المزيد من الأعباء لمراجعة مراكز أخرى بعيدة، مناشدا صحة الباحة بسرعة تأثيث تلك المراكز لما تمثله من أهمية كبرى لخدمة أهالي تلك القرى وتحقق أبسط تطلعاتهم في الحصول على خدمة صحية مرضية. الإشكالية عامة أوضح مساعد المدير العام للرعاية الصحية الأولية في المنطقة عبد الله حسين الزهراني، أنهم بصدد التعاقد مع كوادر طبية خلال الفترة المقبلة لتغطية بعض النقص في المنطقة، وحول الكادر الطبي النسائي أشار إلى أن التعداد السكاني يحكم هذا الجانب، موضحا أن كل ثلاثة أو أربعة مراكز يخدمها مركز مرجعي، مؤكدا أنه متى ما توافر العنصر النسائي ستدعم المراكز حسب الحاجة الفعلية لها.