اجتمع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن مع زعيمه الرئيس علي عبدالله صالح لإجراء محادثات أزمة أمس بعد أن أعلن صالح أنه مستعد لتسليم السلطة بشرط أن يكون ذلك بصورة «مشرفة». ويتعرض صالح لضغوط من عشرات الآلاف من اليمنيين الذين تجمعوا في الشوارع للمطالبة برحيله بعد 32 عاما قضاها في السلطة وسيطلع كبار أعضاء الحزب على محادثاته مع المعارضة. وقال صالح في وقت متأخر من مساء السبت إنه مستعد للتنحي خلال ساعات لكن لم يظهر أي اتفاق وشيك. وفي مقابلة عرضها التلفزيون أبدى صالح استعداده لترك السلطة حتى خلال ساعات معدودة بشرط أن يكون ذلك «بصورة مشرفة». وأضاف «أنا مسؤول عن أمن وسلامة البلاد وأنا ملزم بالوصول بالبلد إلى شاطئ الأمان». مشيرا إلى تمسكه بالسلطة لتسليمها سلميا. ولقي أكثر من 80 شخصا حتفهم منذ بدء الاحتجاجات في يناير (كانون الثاني) للمطالبة برحيل صالح. وعرض صالح تنازلات فتعهد أولا بالتنحي عام 2013 موعد انتهاء فترة ولايته وقدم مؤخرا اقتراحا بنقل السلطة بعد صياغة دستور جديد وانتخابات برلمانية ورئاسية بحلول نهاية العام. لكن المواقف انقلبت على صالح فيما يبدو بعد أن قتل قناصة موالون للرئيس يرتدون ملابس مدنية 52 شخصا من المحتجين في 17 مارس (آذار). وأدى ذلك إلى انشقاق شخصيات عديدة منهم قادة عسكريون مثل اللواء علي محسن وسفراء ونواب في البرلمان ومحافظون وزعماء قبليون منهم البعض من قبيلة صالح. في الوقت ذاته عاش المحتجون في ساحات التغيير في العاصمة صنعاء ومدن أخرى البارحة الأولى على أمل أن يعلن الرئيس علي عبدالله صالح تنحيه عن السلطة إلا أن ظهوره على شاشة العربية شكل صدمة كبيرة لهم. وأبدوا رفضهم لمماطلة الرئيس ونظامه لأكثر من أسبوع كحد أقصى لتجهيز نفسه لمغادره القصر الرئاسي، إذا ما كان جادا فعلا في ترك السلطة، مؤكدين مواصلتهم على الاحتجاج حتى يتنحى عن السلطة، مستنكرين ما يقوم به من تماطل لمطالبهم وتنكر لاتفاقات قبل أن يجف حبر مدادها. في حين اعتبر رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك المعارض أن الرئيس يستخدم أسلوب المناورات التي تخفي محاولات استخدام العنف. من جهة ثانية قتل سبعة جنود بينهم ضابطان برتب مختلفة وأصيب سبعة آخرين بعضهم بحالة خطيرة أثناء الهجوم على نقطتهم العسكرية والتي تبعد عن المجمع الحكومي في محافظة مأرب ب«كيلو ونصف». وحسب موقع «مأرب برس» فإن مجموعة مسلحة قامت أمس بالهجوم على نقطة عسكرية حيث استخدموا في الهجوم قنابل يدوية على أفراد النقطة أثناء نومهم. وعقب الهجوم استولى المهاجمون على عربتين مدرعة (حميضة) وطقم عسكري، مشيرا بأن القوات العسكرية قامت بقصف منازل آل شبوان.