حملت المعارضة اليمنية الرئيس علي عبدالله صالح ومعاونيه مسؤولية فشل المفاوضات بشأن نقل السلطة في اليمن بشكل سلمي. وقال القيادي في المعارضة محمد الصبري ل "الرياض" إن معاوني الرئيس وأقاربه يتحملون المسؤولية لأنهم يبحثون عن ضمانات بعدم الملاحقة القضائية وهي القضية التي أدت الى تعثر المفاوضات. وقال :"يريدون ضمانات ولا احد معني او لديه القدرة على تقديم مثل هذه الضمانات. وحتى وان قدمت محليا من يضمن عدم إثارتها خارجيا." من جانبه اكد حميد الأحمر الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني أن الرئيس هو من تراجع عن اتفاق التزم بموجبه نقل سلطاته إلى نائبه الجمعة الماضية. وشدد الأحمر على أن رحيل صالح بات ضرورة، مضيفا: لا نريد خبرة صالح في الحروب والتخريب والقاعدة وتهديد الشعب وإفقاره، وقال في تصريح صحافي: "إن كنت تريد أن تخرج مرفوع الهامة فعجل بالخروج" .وكان الرئيس صالح قال في مقابلة مع قناة "العربية" أمس السبت انه مستعد لتسليم السلطة لكن بشكل مشرف. وكانت مفاوضات برعاية أمريكية وأوروبية قد فشلت مساء السبت بعد أن كانت الأطراف السياسية توصلت إلى اتفاق يقضي بقيام صالح بنقل السلطة إلى نائبة او رئيس الوزراء وتشكيل مجلس انتقالي وحكومة وحدة وطنية ولجنة وطنية لتعديل الدستور. وأثارت تصريحات صالح عبر "العربية" والتي هاجم فيها المعارضة والقبائل وقال ان اليمن قنبلة موقوتة وحذر من وقوع أعمال عنف وشكك في قدرة معارضيه استلام السلطة. وبعد انتهاء المقابلة خرج الآلاف إلى ساحات الاعتصام بصنعاء لفرض حديث صالح وهتفوا " الشعب يريد إسقاط النظام.... ارحل.. ارحل ". وأكد الشباب المعتصمون انه ليس أمام الرئيس إلا الرحيل. وأعلن المعتصمون في ساحة التغيير بالعاصمة رفضهم لأي مبادرة لا تنص صراحة على التنحي الفوري ل " على عبدالله صالح وأبنائه وأقاربه " . وأعلن المعتصمون بساحات التغيير في بيان تم تلاوته من على منصتهم رفضهم لأي مبادرات أو أفكارا لا تتضمن صراحة الرحيل الفوري للرئيس صالح وأقاربه وأركان نظامه الآخرين على حد سواء. وأكدوا أنهم يرفضون بشكل واضح وقطعي أي تمديد للرئيس ونظامه لأكثر من أسبوع كحد أقصى لتجهيز نفسه لمغادره القصر الرئاسي، إذا ما كان جادا فعلا في ترك السلطة. وعبر المعتصمون عن عدم ثقتهم بأي وعود للرئيس صالح. ودعا المتظاهرون الى حشود كبيرة أيام الاثنين والأربعاء والجمعة.ونفى مصدر مسؤول برئاسة الجمهورية انباء تنحي الرئيس صالح السبت. ونفي المصدر ما نشرته قناة الجزيرة من أنباء قال انها مغلوطة عن توصل المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة إلى آلية لانتقال السلطة تتضمن أربع نقاط من بينها تخلى رئيس الجمهورية عن صلاحيته خلال ستين يوما ونقل السلطة إلى نائبه وتشكيل هيئة وطنية للإشراف على انتقال السلطة. وقال المصدر لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) :" إن فخامة رئيس الجمهورية أكد مرارا على انتقال سلمي وسلس وديمقراطي وحضاري للسلطة وذلك لن يتأتى إلا من خلال حوار في إطار الشرعية الدستورية والحفاظ على وحدة الوطن وتجنب سفك الدماء, يرتكز على مبادرتي رئيس الجمهورية المقدمة إلى الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى والمؤتمر الوطني العام والنقاط الثماني المقدمة من أصحاب الفضيلة العلماء والنقاط الخمس المقدمة من أحزاب اللقاء المشترك وبما يكفل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية وحدته ومكاسب الثورة اليمنية الخالدة (26 سبتمبر و14 أكتوبر. الى ذلك دعا الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد اكبر القبائل اليمنية تأثيرا شيوخ اليمن أن يقفوا إلى جانب خيارات الشعب ومع مطالب الشباب السلمية الداعية الى تنحي صالح. وقال الاحمر الذي اعلن انضمامه الى ثورة الشباب الاسبوع الماضي في بيان له مساء السبت إن البلاد تمر بأوقات عصيبة ومخاطر جمة وتلوح في الأفق نذر شر تكاد تعصف بالوطن . واضاف "اليوم نحن نقف في مفترق طرق بين سلطة متشبثة بالكرسي وشعب يتوق إلى التغيير السلمي الذي هو حق أصيل له". وأهاب بمشائخ اليمن وناشدهم الله ثم الدين والوطن تفهم الأوضاع وتحمل المسؤولية التاريخية حتى لا ينحدر اليمن في مستنقع الفتن، مطالبا من تبقى من المشائخ أن يكونوا مع خيارات الشعب ومع مطالب الشباب السلمية خاصة بعد سفك الدماء. على صعيد اخر لقي ستة جنود مصرعهم بينهم ضابطين فيما أصيب سبعة آخرون إصابة بعضهم خطيرة أثناء الهجوم على نقطتهم العسكرية أمس الأحد في محافظة مأرب اليمنية. وتضاربت الأنباء حول منفذي الهجوم، ففيما قالت مصادر امنية ان المهاجمين من عناصر القاعدة، قالت مصادر محلية وقبلية ان المهاجمين مسلحين قبليين.