ثمة من تحدث عن سذاجة قبول فكرة «الصدفة»، وأنها هي من أثارت الفتنة في تونس ومصر وليبيا واليمن والبقية، وأسقطت أنظمة، وأن هذا الأمر فيه شيء من اللعب على العقول النيرة، فالقضية برمتها مرتبطة بمؤامرة حيكت من الخارج على الداخل العربي لتحقيق مصالح الغرب، وأول هذه المصالح بناء مستعمرات في فلسطين بعد أن انشغل العرب في قضايا داخلية، مع أني لا أعرف ما الذي سيفعله العرب لو لم ينشغلوا ؟ ومن خلال فكرة المؤامرة بدأت التفسيرات تنطلق، وكلها موجهة للخارج / الغرب الذي لا يهمه إلا مصالحه، مع أني أيضا لا أعرف لماذا نريد الآخر أن يتخلى عن مصالحه ويتبنى مصالحنا ؟ بعيدا عن التفسيرات التآمرية «الفتنية»، تخيلوا أن المواطن الليبي كانت حياته وإلى حد ما كالمواطن السويدي، ووجد كل أو جل حقوقه، ولا أحد يضطهده ويعتقله تحت مسمى «أمن الدولة أو قانون الطوارىء»، ولا يشعر بغبن لأنه لا يستطيع مواجهة المسؤول، ولديه ثقة تامة بأنه إن ذهب ليقاضي أحدا ما في المحكمة، مهما كانت قيمة ذاك الأحد، هو يعرف مسبقا أنه متساوٍ معه في الحقوق وإن كان هذا الأحد الحكومة نفسها. وهذا المواطن الليبي يعرف تماما أنه وفي حال لم يجد عملا، ستبحث له الحكومة عن عمل، وإلى أن تجد له العمل المناسب، ستصرف له مرتبا كما يحدث للسويدي، هل سيحمل سلاحا ويهبط لأرض المعركة ليحارب مع الثائر القديم «القذافي» أو الثوار الجدد «المعارضة»، أو مع «الحرامية» الصغار الذين استغلوا الوضع لينهبوا الأموال ؟ بسؤال أوضح: لماذا لا تحدث الفتن في السويد، فيدخل الشعب السويدي في حرب أهلية، أو يهبط السويديون لميدان التحرير ليهتفوا: «الشعب يريد تغيير النظام»، فيما هذا يحدث وبسهولة في العالم العربي ؟ هل باستطاعة الغرب أو الشرق أو شياطين الإنس والجن، إثارة الفتن في السويد وإدخالهم في حرب أهلية، والسويد لا يوجد فيها طائفية ولا مذهبية ولا ظلم ولا طغيان الأقوياء على الضعفاء ؟. حتى إبليس مع احترامي الشديد لقدراته التي تفوق قدرات أبنائه الشياطين، لو قرر دخول معركة إثارة الفتن في السويد سيكلل بالفشل، ولن يقنع السويديين في الثورة أو النزول لميدان التحرير أو مطاردة بعضهم البعض «بيت .. بيت .. زنقة .. زنقة»..؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة