أول طبعة لهذا الكتاب صدرت عام 1970، ومؤلفه الدكتور جيمس دبسون، وقد اعترف المؤلف منذ البداية أن هذا الكتاب يتناول ويعني من يحبون الأطفال. توالت طبعات الكتاب لاحقا وقيل إنه وصل الذروة مع إطلالة التسعينيات، لدرجة أنه في إحدى مراحل طبعاته حقق نجاحا كبيرا برسم الاستحقاق الآيل إلى أفضل الكتب التربوية مبيعا في أمريكا. يقول مؤلف الكتاب الدكتور دبسون إنه بقي صامدا فيما يتصل بأفكاره ورؤاه على مدى أكثر من عقدين من الزمان، وأنه لم يغير قاعدة واحدة أو يتراجع عنها، بل يحاول التكيف مع معطيات العصر من نواح تربوية رغم اكتسابه خبرات أكبر مع أطفال وآباء أكثر، إذ تعرف على العديد من النظريات الحديثة. هنا فقط يعبر المؤلف دبسون عن آرائه قائلا إنه لا يؤمن مطلقا بالتربية القائمة تماما على الحب والتسامح، مع تقديم القدوة الصالحة، فتعتدل الأمور تلقائيا. إنه يؤمن بالتربية كما فهمها آباؤنا، وهي التربية التي تفرض على الطفل احترام أبويه، والتي تؤكد بوضوح لا لبس فيه أن الطفل وأبويه ليسا على قدم المساواة، وأن العلاقة بينهما ليست كعلاقة الطفل بأصحابه، بل يملك الوالدان فيها سلطة أكبر، يستخدمانها إذا لزم الأمر، وهذه السلطة الأبوية يفترض من خلالها تحديد لنهاية الجدل والمناقشات التي لا تنتهي إلى حل مرض للطرفين فيما لو تقاعس الأبوان أمام الأبناء الصغار. هذا الكتاب يعبر عن الموقف التربوي للدكتور دبسون فهو يرى من وجهة نظره أهمية التدخل في حياة الطفل من جانب والديه لتقويم أي إعوجاج، حتى لو تطلب الموقف قليلا من الشدة وبعض الحزم، فيما يفترض على الأم متابعة الطفل بتخصيص الوقت المناسب للاقتراب منه والتفهم لمشاكله ومنحه الاهتمام اللازم وعدم انشغالها على حساب الرعاية التي يحتاجها الطفل. ولا يتوقف الدكتور دبسون عند هذا الحد، بل يسدي بعض النصائح التربوية المهمة، مؤكدا أهمية أن يأوي الأبوان إلى النوم وهما ليسا في حالة خصومة وشقاق؛ لأن ذلك يؤثر على المسيرة التربوية للطفل. وأضاف المؤلف فصلا خاصا عن المخدرات في الطبعة الثانية إلى الكتاب وذلك في خضم انتشار ثقافة المخدرات في أمريكا لمرحلة الثمانينيات وما تلى ذلك، إذ رأى من واجبه أن يشرح للوالدين وهما يريان أطفالهما خطورة عدوى انتقال الأدمان في المجتمعات المدنية ومن هنا يحث المؤلف الأبوين بأهمية المتابعة التربوية للأبناء، متخذا من أسلوب الوقاية خير من قنطار علاج شعارا له، وذلك قبل أن تنزلق أقدام الأبناء فيصبحوا على حين غفلة من الآباء مدمنين. The New Dare To Discipline Dr. James Dobson Publisher: Tyndale House