أوضح الشاعر والروائي السوري عبدالله عيسى السلامة أن القصة تحمل ما لا يحمله الشعر، ولها طبيعتها الخاصة في التعبير عن الحياة والتجارب الإنسانية، مبينا أنه يكتب الرواية كنوع من الإحساس بالواجب الحقيقي، وأضاف «هو واجب ثقيل، لأن الرواية تحتاج إلى زمن يظل فيه الكاتب مشغولا لشهور، حاملا شبكة من العلاقات الاجتماعية». وأكد السلامة في إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة البارحة الأولى، أن الشعر دوره وظيفي أكثر منه جمالي، معتبرا القصيدة دمية لغوية معقدة حية ناطقة منبثقة عن اللغة، ولكنه يؤكد أنها عنصر رافد للإحساس الخلقي المنبثق من الدين والتراث والمروءات والأخلاق والقيم، وعنصر تعزية ممتاز للعق والقلب والروح، أما الشعر غير الجميل لا يستطيع أن يؤدي وظيفته. وأشار السلامة إلى أن دور الشعر الأساسي وظيفي خلقي بنائي لمكونات الإنسان العقل والقلب والوجدان، ورسالة بكل معاني الكلمة. وبين أن القصيدة تقوم على ساقين، الوزن واللغة، فإذا كسر الوزن وتحطمت اللغة فليس ثمة شعر، ثم تأتي العناصر الأخرى لتجعل من القصيدة شعرا، وهي: الفكرة أو المعاني الجلية، الصور الجميلة، والعاطفة النبيلة، فإذا سقط منها شيء أخل بالقصيدة. وزاد السلامة «أن كل تلك العناصر تحتاج إلى نوع من المزج والخلط، ولكل شاعر خلطته، أي طريقته في مزج هذه العناصر»، كاشفا أن عملية فهم القصيدة هي الأساس في كتابة الشعر، الذي يمر عبر البوابة العقلية، أي عبر الفهم، ويدور في دائرة الإيمان بالله، موضحا أن النماذج الأخرى من الشعر لا هم لها إلا إفساد الأجيال والأخلاق والذائقة الأدبية. وأجاب السلامة على إحدى المداخلات قائلا «إن ثمة من يكتب الشعر على نحو عفوي، ل 50 بيتا أو أكثر دون أن يصوب أو يصحح أو يضع أوزانا، أو يفرق بين البحور، وهذه العفوية لا أؤمن بها، فالشعر بالنسبة لي صنعة معقدة، وهو من أعقد الفنون على الإطلاق». وكان عبدالمقصود خوجة قد أوضح في بداية الأمسية أن السلامة انساق طويلا وراء غواية الشعر، إلا أنه كان يضمر رغائب السرد، فأمعن فيه آخذا معه أهم ما يفعل الشعر من خصوبة الروح والمخيلة.