اعتبر الشاعر عبدالله عيسى السلامة أن القصيدة دمية لغوية معقدة حية ناطقة وكلها منبثقة من اللغة، ويرى أن القصيدة لديه هي عنصر رافد للإحساس الخلقي المنبثق من الدين والمروءات والأخلاق والقيم، وهي رافد لهذا الجانب وعنصر تغرية ممتاز للعقل والقلب والروح. وقال السلامة خلال أمسية تكريمه بمنتدى “الاثنينية” بجدة مساء أمس الأول: “الشعر غير الجميل لا يستطيع أن يؤدي وظيفته إذ لابد أن يكون جميلاً، لكن دوره الأساسي وظيفي خلقي بنائي لمكونات الإنسان العقل والقلب والوجدان، وهو رسالة بكل معاني الكلمة، كما أن القصيدة تقوم على ساقين هما الوزن واللغة، فإذا كُسر الوزن فليس ثمة شعر، وإذا تحطمت اللغة أيضاً فليس ثمة شعر، وهناك عناصر أخرى تتم القصيدة لتجعل منها شعراً، ومنها الفكرة والصور الجميلة والعاطفة النبيلة”. كما تحدث الشاعر السلامة عن العديد من المواضيع المتعلقة بالشعر، فتحدث عن المتنبي، عن إن البيت الواحد أحياناً يفعل ما يفعله ديوان شعري كامل، وتناول مسألة الحداثة، وأشار إلى أن النماذج الأخرى من الشعر لا هم لها إلا إفساد الأجيال والأخلاق والذائقة الأدبية. وعن تجربته قال: إنه في شبابه كان يكتب قصيدة من خمسين بيت أو أكثر، في الوقت الذي مال فيه إلى الإيجاز والتركيز مع تقدمه في العمر.