عشرون أمرا ملكيا أثلجت صدورنا، لأنها لم تستثن قطاعا، أو فردا، واستجابت لها كثير من مؤسسات القطاع الخاص، نحو موظفيهم لتدخل هذه المؤسسات الوطنية الصفحة البيضاء نحو المواطن، والوطن الذي يستحق الكثير. شخصيا انتشيت فرحا بالأمر الملكي الكريم الخاص بتفعيل هيئة النزاهة، ومكافحة الفساد وربطها بمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله مباشرة حيث استكملت قوانينها، وكما وصفت في هذه الجريدة يوم الأحد الماضي، وأيضا كما جاء بالأمر الملكي الكريم أن لا تستثني (كائنا من كان) في محاسبة الفاسدين. فرحت بهذه الهيئة لأن مكافحة الفساد هو مفتاح الحلول لوطن آمن مستقر، يأخذ الناس حقوقهم بالعدل والقسطاس، ويتطور، ويتقدم بأمن وسلام من شر المندسين، والفاسدين، ومن يعبثون بالمال الخاص، والعام على حد سواء. كنت مع كثيرين، نسطر المطالبات بهذا الباب، سودنا الصفحات لتفعيل هذه الهيئة، وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز محقق الآمال، وبكرمه السابغ، ونظافة جانبه، وحبه لوطنه وطهارته، يقرر تفعيل هذه الهيئة، ويربط عملها بمقامه شخصيا، ولعل رئيس الهيئة المعين، ومن معه من الرجال الثقات يدركون ثقل المهمة الملقاة على عاتقهم فهم حماة العدل، والحق، والنزاهة بنموذج ملكنا العظيم. إن كل ما يجري في الأوطان حولنا من اضطرابات، وقلاقل خلفها فساد مقيت، وفاسدون لا ضمير لهم، فالفساد لا حدود له، ولا فكاك من جذوره إلا بقلعها المستمر وردع الفاسدين، ليخاف ضعاف النفوس كبارا وصغارا. الأوامر الملكية غيرت اليوم الكثير، بل إنها تعلو على سقف مطالبنا الآنية، ولكن ما يعطى للوطن لا يضيع، ما يضيع هو ما يذهب بيد الفساد الذي بدت أعراضه في كثير من الهدر وضخامة المبالغ في «ترسية» المشاريع، والآن أحسسنا أن هذا الأمر الملكي هز فرائص الفساد الظاهر والباطن، وأن خادم الحرمين الشريفين بهذا الأمر سيغير وجه الحياة في المملكة إلى صورة مشرقة مثالية يستلهمها الآخرون من السعوديين. إن الأوامر في معظمها إصلاح في بنية الوطن، ومن المهم أن تحمي هيئة النزاهة ومكافحة الفساد هذا الإصلاح، وسنغير نمط ما نكتب إلى الإشارة لما تفوح رائحته من غرائب تصرفات بعض الناس مشيرين ومطالبين هذه الهيئة بالتحقق من الحال، وحماية الوطن الكبير الملتئم حول قيادته بشكل لم يسبق له نظير في أوطان العالم المجاور، نعم علينا جميعا أن نبذل الجهد بحماية هذا الإنجاز الوطني من الالتفاف عليه، فليس كل الفساد في المال، فالفكر الفاسد الخارج عن بنية الوطن، أو المحارب للوطن هو فساد أكبر وأخطر من فساد المال والإدارة. لقد نجح وطننا في مكافحة الإرهاب وضربه قبل أن يضربنا، ولا نريد التهاون مع الفاسدين (أيا كانوا) فالأمن له ثمن من الحرية ولا بأس أن نتنازل بشيء من الحرية لوقف الفاسدين المتربصين بالوطن، إننا إن فقدنا أمن هذا ونزاهته فلن نجد مثله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة