لم يكن الاعتداء الذي تعرضت له البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران الاعتداء الأول الذي تتعرض له بعثة دبلوماسية في إيران؛ فمنذ الثورة الإيرانية ظلت البعثات الدبلوماسية تتعرض للمضايقات والاعتداءات، وظلت مقار بعض البعثات عرضة للانتهاك والاحتلال، وقد سجل التاريخ احتلال الطلاب الإيرانيين لمقر السفارة الأمريكية في طهران واحتجازهم أعضاء البعثة الدبلوماسية الأمريكية كرهائن في بدء الثورة، كما سجل التاريخ تعرض البعثة السعودية للاعتداء أول أمس، وبين الاعتداءين زمن يزيد على ال 30 عاما لم تتعلم فيه إيران كيف ينبغي عليها أن تراعي المواثيق والعهود الدولية التي تفرض على كل بلد حماية أعضاء ومقار البعثات الدبلوماسية التي توجد فيها بصرف النظر عن ما يطرأ على العلاقة بينها وبين ذلك البلد من تغير أو خلاف، وتظل مسألة حماية البعثة الدبلوماسية قائمة حتى وإن اشتبك البلدان في حرب بينهما وجل ما يمكن أن يعمدا إليه قطع العلاقة وترحيل ما لديهما من دبلوماسيين دون أن يلحق بهم أذى أو ضرر. انتهاك إيران للقوانين والأعراف الدولية أو السماح بانتهاكها يبدو جزءا من السياسة الإيرانية التي لا تجد حرجا في العبث بمفاهيم الدبلوماسية؛ ولذلك لا يستغرب منها أن توظف أحد أعضاء سفارتها في البحرين للتخابر ضد البحرين والتواصل مع مثيري الشغب وتحريضهم ضد وطنهم وأمتهم، وهو الأمر الذي دفع بالبحرين إلى طلب المغادرة من ذلك الدبلوماسي دون أن تعرضه لأذى، فضلا عن أن تعتقله، وهذا هو الفرق بين دولة متحضرة تحترم القوانين الدولية ودولة لا تقيم للقوانين الدولية أي اعتبار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة